اقتصاديات.. عماد خميس، ويستمر الظلام..!!
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 24 حزيران 2016 --
- 0 تعليقات
بعد خمس سنوات من الظلام، تحول عماد خميس من رجل كان يشتم ليلاً نهاراً على وسائل إعلام النظام عندما كان وزيراً للكهرباء، إلى رجل دولة بامتياز، عندما كلفه بشار الأسد برئاسة الحكومة الجديدة.. فهل أخطأ ثلاثة رؤساء حكومة "حجاب وسفر والحلقي"، عندما اختاروه وزيراً للكهرباء بينما أصاب بشار عندما كلفه برئاسة الحكومة.. أم أن الرجل بالأساس كان يستحق موقعاً أعلى من المنصب الذي يشغله..؟!، ومادام كذلك، لماذا لم يتم منحه رئاسة الحكومة منذ البداية ويوفرون على الشعب السوري كل هذه السنوات من الذل المعيشي..؟!
قصة عماد خميس يمكن تلخيصها، بأنه الرجل الذي استطاع أن يعمم الظلام ويبرره، وذلك قبل أن يكون هناك "أعمال تخريبية"، كما يسميها إعلام النظام، بسنوات.. ويعود الأمر إلى بداية تكليفه بوزارة الكهرباء في عام 2011، مع أول حكومة بعد الثورة..
ومن حسن حظي أو من سوءه، أنني حضرت أول اجتماع شعبي له في أعقاب توليه الوزارة مباشرة في العام 2011، وكانت أغلب شكاوي الناس في تلك الفترة هي من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وعندما لم يكن هناك شيء اسمه مقاومة مسلحة للنظام وجيش حر و"أعمال تخريبية"..!!
أما مبررات خميس عن انقطاع الكهرباء فهي الأسطوانة المعروفة التي كان يرددها كل المسؤولين ما قبل الثورة، من أن السبب يعود إلى الخسائر المرتفعة لقطاع الكهرباء والتي كانوا يقدرونها بـ 450 مليون ليرة يومياً، أو نحو 10 مليار دولار سنوياً بحسب "الدردري".. وسبب هذه الخسائر في أغلبها تتحمل مسؤوليتها الدولة بالدرجة الأولى، بسبب عدم قدرتها على بناء محطات تحويل كافية تخفف من الفاقد الكهربائي، بالإضافة إلى عدم قدرتها على تحويل محطات التوليد للعمل على الفيول أو الغاز..
لذلك نعتقد، أن الإنجاز الأبرز الذي حققه "عماد خميس"، وكوفئ عليه برئاسة الحكومة، هو قدرته على تحميل سبب فشل قطاع الكهرباء في سوريا، للمعارضة والأعمال التخريبية، وقد نجح أيما نجاح في هذه المهمة، وأصبحت أرقام خسائر قطاع الكهرباء في سوريا دليلاً على "وحشية " المعارضة.. وتناسى الجميع أن الفشل قديم من أيام حافظ أسد..
بكل الأحوال، هنيئاً لأنصار النظام، اختيار أكثر شخص انتقدوه وشتموه خلال السنوات الخمس السابقة، رئيساً لحكومتهم.. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى الاحترام والانسجام بين الشعب والقيادة..
وصدقوني أن بشار لم يختر عماد خميس لأنه رجل دولة بحسب وصف وسائل إعلامكم، وإنما لأنه رجل كرسي، بكسر الراء الخاصة برجل..

التعليق