تغييرات حكومة خميس في المكاتب الخلفية لمجلس الوزراء

أن تصور وسائل إعلام النظام التغييرات التي أجراء عماد خميس في الأمانة العامة لمجلس الوزراء على أنه تغيير جوهري في آلية عمل الحكومة في المرحلة القادمة، فذلك يعني أن هذه الوسائل لاتزال مستمرة في عملية تضليل السوري الذي صدمته التشكيلة الجديدة للحكومة.

 وكأنها تريد أن تقول أن العلة الأساسية في الحكومة السابقة لم تكن بالعمل الوزاري ككل وإنما بمؤسسة مجلس الوزراء التي اعتراها العطب نتيجة عدم تعرضها للتغيير منذ نحو 15 عاماً على الأقل.

 وكان عماد خميس رئيس حكومة النظام الجديد، أصدر قراراً بعزل أمين عام مجلس الوزراء تيسير الزعبي الذي يشغل منصبه منذ أكثر من 15 عاماً، وتعيين الدكتور محمد العمور رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية مكانه، وكذلك عزل ريهام الخطيب من رئاسة مكتب المتابعة في مجلس الوزراء والتي كانت متهمة في الفترة السابقة بتعطيل الكثير من الكتب والمراسلات بين رئاسة المجلس والوزارات.

 ورأى موقع "سيرياستيبس" الموالي للنظام، أن ضخ دماء جديدة في مجلس الوزراء من خلال تعيين أمين عام للمجلس قادم من الجهاز المركزي للرقابة المالية، وعزل ريهام الخطيب التي كانت تتمتع بنفوذ كبير في حكومة الحلقي، بحسب وصف الموقع، يثير الكثير من إشارات الاستفهام، لكن دون أن يقول الموقع ما هي الأسئلة التي يثيرها، دلالة أنه تغيير شكلي ولا يقول شيئاً، وإنما يريد الموقع الذي عرف بتضليله للرأي العام، أن يوحي بأن التغيير الحكومي الذي أجراه بشار الأسد، فيه الكثير من الدلالات بعكس ما رأى المراقبون.
 
وفي تصريح خاص لـ "اقتصاد"، وتعليقاً على هذه التغييرات، يرى المحلل الاقتصاد في الداخل، مروان القويدر، أنها تخلو من أي تغيير جوهري سواء لناحية الأسماء الجديدة التي تولت حقائب وزارية أو لناحية التغيير في مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء، لافتاً إلى أن هذه المؤسسة ليس لها دور يذكر في العمل الحكومي، وإنما مهمتها التنسيق وطباعة القرارات وتوزيع التعميمات وتحديد مواعيد الاجتماعات، متسائلاً: هل يريد النظام أن يخبرنا أن المشكلة كانت في هذا الجانب في حكومة الحلقي سابقاً..؟!

ويتابع القويدر، إن النظام وصل لمرحلة الإفلاس في تقديم أي جديد أو جوهري للناس، لذلك هو يحاول أن يظهر الرتوش التي أجراها على الحكومة على أنها ثورة انقلابية في عملها سوف يكون لها الكثير من النتائج الإيجابية على الناس وحياتهم المعيشية، وإلا ما علاقة تغيير تيسير الزعبي وما دلالاته في عمل الحكومة، يتسائل القويدر..؟، ويجيب: "لا شي إطلاقاً، ولعل النظام أبقاه كل هذه السنوات في منصبه ليس لأنه كان فاعلاً ومؤثراً، وإنما لأن وجوده من عدمه لا يغير شيئاً في عمل الحكومة..!!".

ترك تعليق

التعليق