مساهمة قارئ: تلاعب النظام بالسوريين.. بين الدولار والقمح
- بواسطة اقتصاد --
- 20 تموز 2016 --
- 0 تعليقات
وصلت إلى "اقتصاد" مساهمة من أحد القراء والمتابعين، تتضمن تحليلاً له يقدم فيه تصوره للعبة النظام بالسوريين، بين الدولار والقمح، حسب رأي صاحب المساهمة، إدريس أمين..
إدريس طلب من "اقتصاد" نشر مساهمته للناس، وقد وجد "اقتصاد" فيها تحليلاً لافتاً، الأمر الذي شجعنا على نشرها..
ونوضح أن وجهة نظر إدريس أمين في المساهمة المنشورة أسفل هذه المقدمة، تعبر عن وجهة نظره وتحليله الشخصي، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "اقتصاد".
تلاعب النظام بالسوريين.. بين الدولار والقمح
ككل الشعب السوري يلعب بنا النظام، لكن لعبته معنا خاصة، كيف ؟؟
منذ بداية الثورة وفي كل عام وقبل كل موسم حصاد للقمح تبدأ لعبته معنا حيث يقوم هذا النظام القذر بإعلان سعر القمح والشعير مع قليل من الارتفاع عن سعر السنة التي تسبقه (وطبعاً نحن مبسوطين على هذا الارتفاع) ولكن لا نعلم أن هذه لعبة وأن هذا الارتفاع سيقابله ارتفاع جنوني لسعر الدولار، مثلاً: هذا العام أعلن النظام أنه سوف يشتري القمح من الشعب بما يقارب 100 ليرة وقام برفع الدولار إلى ما يقارب 700 ليرة وطبعا كالعادة يرافق هذا الارتفاع بعض التوتر والاحتقان لدى الشعب عامةً والموظفين خاصةً بسبب ارتفاع أسعار كافة المواد ولامتصاص هذا الاحتقان والتوتر في هذه الفترة يقوم ببعض العمليات الوهمية والتي هي عبارة عن بعض تصريحات خلبية والتي عبرها يقوم بخفض الدولار بضع ليرات لا تذكر مقارنة مع الارتفاع الكبير لامتصاص غضب الشارع..
ولكن هذا الانخفاض لا يستمر طويلاً حيث نرى بعدها بمدة لا تزيد عن 48 ساعة ارتفاع آخر أكثر جنوناً لسعر الدولار وعندها يبدأ النظام بلعبته القذرة على الشعب المسكين حيث يقوم ببيع الدولار الذي يملكه في خزائنه بأعلى الاسعار.
فلو فرضنا أن النظام باع الدولار بـ 700 ليرة في تلك الفترة سيسحب العملة السورية من السوق بأقل كمية من الدولار الذي يملكه (وطبعاً هذا الدولار من الأساس قد اشتراه من الناس بمصاري روسية مزورة وهي عبارة عن 240 طن من الأوراق النقدية من فئة 1000 ليرة سورية غير مقيدة في البنوك العالمية قدمها له النظام الروسي والصيني عام 2013 عندما بدأ بالانهيار مالياً وعندها بدأ بممارسة هذة اللعبة).
وهذه المرحلة الأولى من اللعبة.. وبعدها تبدأ المرحلة الثانية من اللعبة وهو شراء القمح (100 ليرة للكيلو) بالعملة السورية والمشتراة أساساً بأقل كمية من الدولار ويقوم بتصدير هذا القمح وبيعه بالدولار (أقل شي 2 دولار للكيلو)، وبذلك يكون قد ربح بهذه اللعبة أضعاف أضعاف ما يتمناه، وطبعاً لا تنتهي اللعبة عند هذه المرحلة بل تبدأ المرحلة الثالثة وهي مرحلة دفع الفواتير وهذه الفواتير تدفع بالعملة السورية التي كان قد اشتراها سابقاً.
وأثناء هذه الفترة يقوم برفع طفيف لسعر الدولار وذلك ليجعل الناس تخاف وتركض على شراء الدولار ومرة أخرى يقوم بسحب النقود السورية من السوق بأقل كمية من الدولار (طبعاً هذه العملة السورية ستلزمه في دفع رواتب الموظفين لاحقاً في الفترة ما بعد الموسم)، والكثير يعتقد أن اللعبة تنتهي هنا ولكن لم تنتهي بعد بل تبدأ المرحلة الرابعة وهي مرحلة خفض الدولار بشكل جنوني والتي تكون بالعادة بعد الشهر التاسع (أيلول) وبذلك يقوم بإعادة الدولار إلى سعره المعقول ويعيده إلى خزينته بأقل من نصف المصاري يلي باع فيها الدولار أول اللعبة ويكون قد ملأ خزائنة بالدولار والعملة السورية وأيضاً يكون قد أجبر الناس على التعامل بالليرة السورية.
هكذا يلعب النظام بهذا الشعب المسكين ويجعله يدفع ثمن الرصاص الذي يقتله به لاحقاً وهكذا يُدار جزء ليس بصغير من اللعبة الاقتصادية في البلد، وقدرنا أن يكون هذا الجزء من اللعبة من نصيبنا وهناك الكثير من الألعاب المشابهة لهذا النظام القذر.
وطبعاً العلاج في مثل هذه الحالات هي تحييد الليرة السورية أي وضعها جانباً لفترة قصيرة وعدم التعامل بها والتعامل بالعملة الصعبة وبذلك يجبر النظام للرضوخ والاسقاط لاحقاً.

التعليق