الدولار يحكم فواتير الكهرباء في مناطق سيطرة النظام.. والأرقام تصل إلى 5 أصفار


في إحدى المشاهد المُستجدة، بحكم تدهور قيمة العملة السورية، أن باتت فواتير الكهرباء في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تصل إلى رقم وعلى يمينه خمسة أصفار، ويتولى بعض موظفي مؤسسة الكهرباء مهمة تخفيض الفواتير مقابل نسبة من الفرق، قد تصل في بعض الحالات إلى رقم بأربعة أصفار.

بطبيعة الحال، فإن مساهمة موظفي الكهرباء هذه ليست شرعية، بل تتم كالعادة، على شكل "رشوة"، لكن الجديد، هو أن فواتير الكهرباء باتت تصل إلى أرقام تقارب "نصف مليون ليرة".

وحسب شهادات عيان نشرتها صفحة متخصصة برصد الأسواق والأوضاع المعيشية للسوريين في مناطق سيطرة النظام، قال شاهد عيان إن فاتورة الكهرباء جاءته بقيمة 158 ألف ليرة، وموظف الكهرباء "فكّ الساعة"، وكاد يغادر دون إخطار أصحاب البيت، لولا أن الجيران أعلموهم، فلحقوا بالموظف، الذي ابتزهم، وطلب عمولة 4 آلاف ليرة، مقابل تخفيض الفاتورة إلى 19 ألف ليرة، علماً أن الفاتورة لم تأتِ بشكل نظامي ومختوم.

وفي صفحة "أسواق سوريا.. أسعار كل شيء" في "فيسبوك"، علّق شهود عيان آخرون على هذه القصة، بقصص أكثر غرابة، وفداحة في الأرقام، إذ قال أحدهم إن فاتورة الكهرباء وصلته بـ 400 ألف ليرة، وقالت له المؤسسة إن هذه فواتير متراكمة عن 5 سنوات ماضية.

وفي الوقت الذي حذّر فيه بعض المعلقين من الدفع، ونصحوا بتقديم شكوى، وأنها قد تجدي، روى معلّق آخر بأن أقارب له في تنظيم كفرسوسة بدمشق، جاءتهم فاتورة الكهرباء بمبلغ 300 ألف ليرة، وقد خفضها موظف في الكهرباء إلى 150 ألف ليرة، مقابل عمولة، 50 ألف ليرة، لم يسلموها له إلا بعد أن سلمهم فاتورة مختومة ونظامية.

ورغم أن الأرقام المذكورة تعد هائلة وربما مريعة لمن يسمع الأرقام الجديدة في فواتير الكهرباء بسوريا، إلا أنها، بالمقارنة مع تغير سعر صرف الدولار، تعد أرقام متوقعة، إذ كانت فواتير الكهرباء تأتي بأسعار هائلة قبل الثورة، وتصل أحياناً إلى أكثر من 20 ألف ليرة، حينما كان الدولار بـ 48 ليرة، الأمر الذي يفسر كيف قفزت هذه القفزات، حينما أصبح الدولار بـ 500 ليرة.

بمعنى آخر، باتت مؤسسة الكهرباء تتعامل مع عملائها على أساس سعر صرف الدولار الراهن، وكذلك موظفو المؤسسة المرتشون، يعتمدون عمولات ورشى تتناسب مع سعر صرف الدولار.

وهكذا يحكم الدولار كل النفقات في سوريا، فيما ما تزال الليرة المتهالكة تحكم مداخيل جزء كبير من السوريين.

ترك تعليق

التعليق