هدم مقاهي "كورنيش جبلة".. غضب في أوساط موالين للنظام


نفذت محافظة اللاذقية، فجر أمس الثلاثاء، حملة أزالت فيها جميع المقاهي والكافيتريات المخالفة، المُقامة في منطقة الكورنيش البحري، بمدينة جبلة الساحلية.

وقامت جرافات وآليات المحافظة، مدعومة بقوة كبيرة من العناصر الأمنية المرافقة لها، بإزالة عدد كبير من المقاهي والكافيتريات والأكشاك الموجودة على الكورنيش البحري.

وكانت المحافظة قد اتخذت قراراً قبل أيام، بهدم وإزالة المقاهي والكافتيريات في المنطقة، وأرسلت إنذاراً لأصحابها، بإخلائها، تمهيداً لتنفيذ قرار الهدم.


كما شمل قرار الإزالة، كافة البسطات المخالفة التي تبيع الخضار والفواكه المتواجدة بالقرب من جامع السلطان إبراهيم، وسط مدينة جبلة، وفي حي العمارة، إضافة للبسطات المتواجدة قرب المشفى الوطني في المدينة، وإعادة فتح بعض الطرق التي أغلقتها تلك البسطات.
 
وأفادت مصادر من داخل جبلة لـ "اقتصاد" أن المدينة شهدت أمس الثلاثاء توتراً أمنياً ملحوظاً عقب هدم مقاهي الكورنيش البحري.


 وجرت عملية الهدم وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف لعناصر الأمن، تحسباً لأي ردات فعل من قبل أصحاب تلك المقاهي والكافتيريات، الذين ينتمون في معظمهم للطائفة العلوية، وغالبيتهم مسلحون، ومن المحسوبين على بعض الميليشيات التابعة للنظام.

ونقل نشطاء معارضون من داخل مدينة جبلة، أنباء عن قيام أحد أصحاب المقاهي بجمع عدد من  المسلحين وقطع الكورنيش البحري، وإطلاق النار في الهواء لمنع عمال المحافظة من إتمام عملهم وإزالة أنقاض المقاهي المهدمة.

كما تجمع عدد كبير من الشباب في منطقة الكورنيش البحري، معبرين عن غضبهم واستيائهم، وقاموا  بإضرام النار احتجاجاً على ما قامت به المحافظة.
 

وفي المقابل، رحب عدد كبير من أبناء المدينة على صفحات التواصل الاجتماعي، بتنفيذ قرار الهدم والإزالة لتلك المقاهي والكافتيريات، واعتبروا أن ما حصل هو إنفاذ للقانون، وتطبيقاً له، نادراً ما يحدث، وخصوصاً في ظل حالة الفساد التي نخرت مؤسسات الدولة.
 
بدورها أيضاً، استنكرت صفحة "شبكة أخبار جبلة" التي تتحدث باسم الموالين للنظام في المدينة، ما حدث، وقالت في منشور على "فيسبوك"، إن هدم تلك المقاهي سيجعل أكثر من 200 عائلة في مدينة جبلة بدون مصدر رزق بدءاً من اليوم التالي للهدم.


ورأت الصفحة أن القرار جاء مجحفاً بحق أصحاب تلك المقاهي، التي أُنشئت على الكورنيش منذ أكثر من عام، وتكلف أصحابها ملايين الليرات في بنائها لكي تظهر بهذا المظهر الحضاري، وسددوا كافة الالتزامات المالية المترتبة عليهم إلى مجلس مدينة جبلة، حسب مناقصات الاستثمار.
 
في حين أكد نشطاء معارضون من داخل مدينة جبلة لـ "اقتصاد" أن عقود استثمار تلك المقاهي من قبل بعض المدعومين مع بلدية جبلة، هي بالأصل باطلة، وتمت بصفقات فاسدة بناء على المحسوبيات  والقوة والسلطة، وهي مخالفة لأن تلك المقاهي بنيت على حرم الكورنيش البحري، وفوق الحدائق العامة المنتشرة على طوله، وقامت  بتشويه المظهر الحضاري للكورنيش، وحجبت رؤية البحر والشريط الساحلي عن المارة.


رأي آخر اعتبر أن ما حصل ربما يكون ضمن خطة لسيطرة حافظ مخلوف، شقيق رامي، على الكورنيش البحري في المدينة، لاحتكار استثماره من قبل شركاته، على غرار ما فعل شقيقه رامي مخلوف في كورنيش مدينة اللاذقية الجنوبي قبل سنوات.

 ويضع حافظ مخلوف يده على مسبح "محمد زيتون" الذي يعد أهم منشأة سياحية على كورنيش جبلة.

وفي سياق الرأي ذاته، يهدف قرار الهدم الذي نفذته المحافظة كذلك، إلى تخيير ما تبقى من الشباب الموالين للنظام في الساحل بين الجوع أو التطوع في صفوف الجيش والميليشيات مع اقتراب معركة السيطرة على مدينة حلب، وتقدم المقاومة السورية مؤخراً في ريف حماه.
 
فيما حذر مصدر خاص في تصريح لـ "اقتصاد"، من تبعات هدم وإزالة تلك المقاهي المستثمرة من قبل موالين للنظام يحملون السلاح الذي طالما أرهبوا به سكان المدينة الأصليين.

 وحذّر المصدر من أن هدم تلك المقاهي قد يعيد هؤلاء إلى القيام بأعمال التشبيح والابتزاز لتجار المدينة وأصحاب المحال التجارية فيها، لتعويض ما لحق بهم من خسارة.

ترك تعليق

التعليق