"خان الحرير" على "حيط خليل"


بحرقة وألم، تناولت وسائل الإعلام الموالية للنظام معرض "خان الحرير" الذي ينهي أعماله في فندق الداما روز في دمشق اليوم، دون أن يلق الاهتمام من المسؤولين، باستثناء وزير الاقتصاد الذي افتتح المعرض بعد تأخير استمر لثلاث ساعات، بينما غاب وزير الصناعة، الأب الشرعي للمعرض، وكذلك وزير الزراعة الذي اعتاد زملاؤه السابقون تسجيل حضورهم الدائم في هذا المعرض على اعتبار أن الزراعة راعٍ غير مباشر له.

 المعرض، وكما هو معروف، يخص الصناعات النسيجية، ما يعني أن أغلب المشاركين فيه هم من التجار الحلبيين، الذين قطعوا مسافات طويلة وتحملوا عناء شحن بضائعهم تحت المخاطر من أجل المشاركة في المعرض، لذلك وجهت تلك الوسائل الانتقاد كذلك لتجار دمشق الذين غابوا أيضاً عن المعرض.. بمن فيهم، اتحاد المصدرين السوريين الذي يفترض أن يكون لجميع السوريين وليس خاصاً بتجار دمشق..

 هكذا رأى موقع "سيريانديز" الموالي للنظام في معرض انتقاده لأسباب غياب مسؤولي العاصمة..

 الموقع ألمح إلى أن أسباب غياب المسؤولين قد تكون لها علاقة بالمشاكل الهائلة التي تعترض القطاع الصناعي الحلبي في ظل تراجع الإنتاج بنسبة تزيد عن 70 بالمئة، بحسب تصريح لأحد الصناعيين، بينما هربت أغلب اليد العاملة من الشباب إلى خارج البلد، مع تعرض الكثير من المنشآت الصناعية للدمار والنهب..

ورأى الموقع، أنه على ما يبدو في ظل عدم القدرة على تقديم الحلول، فإن المسؤولين فضلوا الهروب على الاستماع للمشاكل والتعرض للإحراج من قبل الصناعيين الحلبيين..

بكل الأحوال، العديد من الموقع الإعلامية الموالية للنظام، أعلنت فشل المعرض بصيغته الرسمية، بينما لم تتطرق للجانب الاقتصادي منه، وحجم الإقبال على زيارته من قبل التجار والمهتمين بالموضة والأزياء، وكذلك الناس العاديين..

وهو فشل يعيدنا إلى الاختبار الطفولي الذي كنا نتبارى فيه على من يستطيع القول بسرعة ولعشر مرات، "خيط حرير على حيط خليل".. لهذا استحق المعرض لهذا العام تسمية "حان الخرير"..!!

ترك تعليق

التعليق