اقتصاديات.. "عماد" بعد 100 يوم رئيساً للوزراء

منذ متى كانت الحكومة السورية تمنح مئة يوم بعد تشكيلها، ثم تبدأ بعدها مرحلة المحاسبة على ما هيئته من ظروف لتنفيذ برنامجها الحكومي..؟!!

 من أين اخترعت وسائل إعلام النظام هذا الكلام، وأخذت تتحدث عنه وكأنه تقليد ديمقراطي عريق يمارسه النظام مع كل الحكومات التي يقوم بتشكيلها..؟!

هل تناسى هؤلاء الصحفيون أن رقيباً في المخابرات الجوية، كان ولا يزال لديه سلطات وصلاحيات تفوق سلطات الحكومة السورية بكامل هيبتها ووزرائها..؟!

والأنكى من ذلك، هذا الحديث اللا معنى له الذي بدأت تبثه وسائل إعلام تابعة للنظام، عن نشاط رئيس الوزراء عماد خميس، والذي قالت عنه، إنه يداوم منذ مئة يوم، لمدة 15 ساعة يومياً، ويأكل الوجبات السريعة ولا يدخل إطلاقاً إلى غرفة نومه المجاورة لمكتبه في مجلس الوزراء، وإنما يبقى على طاولته يتابع مع الوزراء شؤون وزاراتهم..
 
وأشارت هذه الوسائل إلى أن بعض الوزراء بدأوا يتذمرون، من متابعة رئيسهم لكل صغيرة وكبيرة، وبعضهم بدأ يفكر جدياً بترك العمل نظراً للضغوط التي يتعرضون لها من قبل عماد..
 
وأما في الإجابة عن سؤال ما الذي أنجزته الحكومة خلال المئة يوم السابقة، فقد اعترفت جميع وسائل الإعلام الموالية للنظام، بأنه لا شيء يذكر تم إنجازه، وخصوصاً فيما يتعلق بالهم الرئيسي الذي يشغل بال الناس وهو قطاع الخدمات بكافة أشكالها..

 فالأسعار لاتزال في ارتفاع مستمر، والكهرباء كما هي ساعات انقطاعها، والليرة السورية ليست أحس حالاً عما كانت عليه أيام وائل الحلقي وبالنسبة للقطاع الصحي فهو أيضاً من سيئ إلى أسوأ..

 ولعل الحسنة الوحيدة التي قام بها "عماد" على مدى المئة يوم السابقة هو تغيير مدير عام الهيئة العام للاستشعار عن بعد.. وهو إنجاز لن يراه السوري في الفترة الحالية، وإنما فيما بعد..!!

متى سيفهم السوريون الموالون للنظام أن حكوماتهم التي يعينها النظام، ليست أكثر من راقصي "مولوية".. صحيح أنهم يدورون كثيراً، لكنهم لا يدوخون..!!
 
وأنا أجزم أن جميع رؤساء الوزراء ووزرائهم في عهد الأسدين، كانوا يعملون أكثر من 15 ساعة في اليوم ولا يتعبون، ولكن على قلة بركة..