خبزك أبيض

نجح وزير التجارة الداخلية التابع للنظام في الإيفاء بوعوده بجعل الرغيف أبيض، من جديد، بعد عامين من "السواد"، وهو ما استحق عليه الثناء من قبل وسائل الإعلام التي رأت أن هذه الخطوة تعيد الأمل للناس بأن الدنيا لا تزال بخير..

 لكن من جهة ثانية، أدت إعادة البياض لرغيف الخبز، إلى فقد عدد كبير من المسؤولين في المخابز والمطاحن، لمناصبهم ضمن حملة على الفساد التي شنها الوزير، وأراد أن يوحي من خلالها بأن العودة بالرغيف إلى سابق عهده لم يكن يخلو من الاشتباكات والمعارك..

 إلا أنه بالأخبار التي تم تسريبها عن نية الحكومة بتحرير أسعار الخبز، جعل طعمه أشبه بـ "الزقوم" بالنسبة للناس، وضيّع عليهم الفرحة بعودة البياض له.

 وسائل إعلام أخرى موالية للنظام، رأت بأن الرغيف لم يعد كما كان قبل عدة سنوات، فلا يزال ينقصه الكثير، إلا أنه في جميع الأحوال أفضل مما كان عليه، إذ وصل مؤخراً إلى مرحلة لم يعد قابلاً للاستهلاك البشري، وأصبح بالفعل يستخدم علفاً للحيوانات..

 هامش: عجيب أمر هذا النظام، يعود بالناس إلى الوراء، ثم يبتزهم للعودة إلى ما كانوا عليه..!!