وزير التجارة.. "دون كيشوت" حكومة خميس


لا يكف وزير التجارة الداخلية في حكومة خميس، عبد الله الغربي، ومنذ توليه منصبه قبل أكثر من خمسة أشهر، عن محاولة سرقة الأضواء من باقي الوزراء حتى في الحالات التي لا يكون فيها عمل وزارته على رأس اهتمامات الناس..
 
فهو، يندر أن يمر أسبوع دون أن تتداول اسمه وسائل إعلام النظام، مخترعاً معارك وهمية مع الفاسدين، غالباً ما تنتهي بالنصر عليهم، لكن على أرض الواقع فإن الفساد في ازدياد والأسعار إلى مزيد من الارتفاع..!!

الوزير الغربي انتقل مؤخراً إلى مرحلة جديدة من الصراع مع الفاسدين، فهو أعلن أنه تعرض للتهديد المباشر من قبلهم، بعد أن أقض مضاجعهم وقارعهم في الأسواق، بيتاً بيتاً، شارعاً شارعاً، زنقة زنقة.. مشيراً بعد ذلك إلى أنه ليس من السهل اكتشاف الفاسد، لأنه قد يكون بالقرب منك ويعمل معك في نفس الموقع..
 
هذا المنطق يلخص نمط من الشخصيات الكاريكاتورية التي لم يسبق للنظام أن استعان بها.. فالوزير الغربي أظهر حتى الآن خفة في الحركة وفي القرارات وفي التصريحات، قلما استخدمها مسؤول وبهذا الوضوح.. فهو تارة يذهب إلى الكازية ويشاهد ما يزعجه فيها فيقوم بمعاقبة أصحابها أو المسؤولين عنها، وتارة أخرى يذهب إلى الأفران متخفياً وينتهي به المطاف إلى عزل عدد من المدراء والموظفين وتحويل قسم منهم للقضاء، ثم يتجول بلباس عادي بين الناس أو يركب التكسي العمومي، بحجة أنه يريد التعرف على مشاكل وهموم "المواطنين" المعاشية عن قرب.. وكأنه قبل أن يتولى الوزارة كان يعيش في كوكب المريخ، وليس بين الناس..!!

ووصل الأمر بالوزير الغربي أنه صرح للإعلام عن عدد رسائل الواتس أب التي تصله يومياً من الناس، وهي بالآلاف، وتشتكي فيها من مخالفات في الأسواق ومن غلاء الأسعار.. بعد كل ذلك، ما الذي يريد الوزير الغربي الوصول إليه، أو بصورة أدق ما الذي يريد النظام إيصاله عبر هذا الوزير..؟

ليس خافياً على أحد أن النظام يراقب بدقة حجوم رجالاته، وكل شخص يوضع في منصب معين، تجري دراسات شاملة عليه وتتدخل جهات مخابراتية عدة في تقييمه وتقييم حتى قدراته العقلية..

والوزير الغربي وبشهادة الكثير من المقربين منه والذين يعملون معه في الوزارة أو من خلال الإعلاميين الذين يحتكون به، هو شخص يعاني من عقدة أن يتم الاستغناء عنه في أي لحظة.. ولديه طموح كبير في أن يكون هو رئيس الحكومة في حال التخلي عن عماد خميس.. لهذا يرى مراقبون أنه الوزير الوحيد الذي حاول تقليد خميس في زياراته المفاجئة وقراراته الصادمة..

أما بالنسبة للنظام، فهو يريد من الغربي، كغيره من المسؤوليين الحكوميين، أن يحافظوا على مواقعهم كممسحة زفارة لكل وساخاته.. وهو ممن يقومون بذلك، وبكل جدارة..

ترك تعليق

التعليق