في اللاذقية.. حلول ترقيعية لتوقف حركة النقل بسبب افتقاد المازوت
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 06 شباط 2017 --
- 0 تعليقات
لليوم الثالث على التوالي تتوقف وسائط النقل الصغيرة (السرافيس) والباصات والميكرو باصات عن العمل في اللاذقية وريفها بسبب الغياب الكامل لمادة المازوت التي تعمل عليها.
ازدحمت كراجات اللاذقية وجبلة بالموظفين والطلاب بانتظار تأمين وسيلة نقل تقلهم إلى وجهتهم، دون جدوى.
الأنباء الواردة من اللاذقية تشير إلى أن أزمة المازوت هي الأشد وطأة من سابقاتها، حيث فقدت المادة تماماً من محطات الوقود، ولم ينفع توفرها في السوق السوداء بحل مشكلة النقل بسبب سعرها الباهظ.
من خلال حديث هاتفي أجريناه معه، بدا سائق أحد الباصات "أبو باسل" غاضباً، حيث شتم مسؤولي الحكومة لعجزهم عن تأمين مادة المازوت، وأشار إلى أنه لم يغادر منزله منذ يومين للعمل لافتقاده الوقود.
تسبب توقف حركة النقل بخسارة أعداد كبيرة من الطلاب فرصة الوصول إلى المدارس والجامعة، والموظفين إلى أماكن عملهم.
مراسل شبكة إعلام اللاذقية محمد الساحلي، أشار إلى غياب أكثر من نصف عدد الموظفين عن دوامهم مما عطّل أعمال المواطنين ومعاملاتهم ومصالحهم.
حل جزئي
مع تفاقم المشكلة وجد مسؤولو المحافظة أنفسهم في موقف محرج أرغمهم على التحرك باتجاه إيجاد حلّ، لكنهم بدوا عاجزين عن حلّ المشكلة بشكل جذري، فلجأوا لحلول مؤقتة، حيث وفروا 20 ليتراً من المازوت يوم الأحد لعدد من السرافيس في جبلة لنقل الطلاب والموظفين، وهذه الكمية تكفي لتشغيلها يوماً واحداً فقط.
كما قامت أمس الأحد بتشغيل رحلتين للقطار بين مدينتي طرطوس واللاذقية، تنطلقان صباحاً وتعودان في المساء على أن يتوقف القطار خلال رحلتيه في كل قرية يعبرها لنقل الركاب.
وفي خطوة إضافية اعتبرتها شبكات إعلام موالية للنظام "ترقيعية" أيضاً، شغّلت مديرية النقل عدداً من باصات النقل الداخلي على خط جبلة اللاذقية تنقل الركاب مرة واحدة في اليوم بالاتجاهين.
هذه الحلول المؤقتة بدت عاجزة عن حل مشكلة النقل، مما أثار غضب كثير من المواطنين عبّرت عنه صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب "أبو وليد البحر" مستهجناً: "تستطيعون توفير المازوت لسياراتكم الفارهة وآلياتكم العسكرية، وتمنعون المادة عن وسائط النقل التي تقلّنا إلى أماكن العمل والجامعات والمدارس، إنكم فاسدون ولصوص".
مناطق معزولة
وفيما تم حل مشكلة النقل نسبياً بين اللاذقية وجبلة وطرطوس وبعض قرى القرداحة، لم تحظ القرى الشرقية والشمالية من المدينة بهذا الاهتمام، وتعطلت حركة النقل من وإلى منطقة الحفّة وبلدات كسب والبسيط وعشرات القرى.
تتزامن مشكلة المازوت مع نقص كبير بمادة البنزين، حيث تصطف مئات السيارات على محطات الوقود فور معرفتهم بوصول الوقود إليها، وغالباً يفشل كثيرون في تعبئة خزانات سياراتهم بسبب استيلاء الشبيحة وعناصر الأمن على أغلب الكميات المتوفرة.
وتتصاعد معاناة سكان الساحل السوري عموماً واللاذقية خصوصاً مع نقص الوقود لتضاف إلى معاناتهم من افتقاد الغاز المنزلي والانقطاع شبه الدائم للكهرباء، ورغم الوعود المتكررة من الحكومة بتجاوزها إلا أنها تتفاقم يوماً بعد يوم.

التعليق