اقتصاديات.. البلجيكي الذي احتفى به النظام


يزور سوريا حالياً النائب في البرلمان البلجيكي، فيليب دوفينتر، وهو يميني متطرف، منبوذ من مجتمعه ولا يحبه أقرب الناس إليه.. إلا أن " النهفة" ليست هنا، وإنما باحتفاء النظام به وعقد اللقاءات معه ونقل تصريحاته كما لو أن رئيس دولة عظمى يزورهم..

 ومن أجل استثمار زيارة الرجل إعلامياً إلى أقصى حد، قام النظام بترتيب اجتماع له مع غرفة تجارة دمشق، بكامل هيئتها الإعتبارية، وطلبوا منه أن يساعدهم في إقناع التجار البلجيك بكسر الحصار المفروض على النظام، وهو الموقف الورطة الذي لم يتوقعه النائب البلجيكي ولم يعرف كيف يتخلص منه، لكنه وعدهم أنه سوف يفعل ما بوسعه إلا أنه قد لا ينجح لأن قرار المقاطعة أوروبي وليس بلجيكي.. فقالوا له: لا بأس أن تحاول..
 
غير أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة، ما الذي يدفع بنائب بلجيكي، تساوي قيمته في بلده، قيمة عضو مجلس شعب عندنا من جماعة الجبهة الوطنية التقدمية ما قبل الثورة، أن يغامر ويأتي إلى سوريا ويطلق التصريحات الرعناء الداعمة لنظام القتل والإجرام..؟

الإجابة أتتني من أحد الأصدقاء هناك، الذي أخبرني أنه يوجد في بلجيكا رجل أعمال سوري مقيم فيها منذ سنوات طويلة، وهو أعلن في البداية أنه معارض وأصبح عضو مجلس وطني وكان من المقربين جداً من عقاب صقر ولؤي المقداد، ثم فيما بعد تم الشك به على أنه عميل للنظام وتم طرده من المجلس الوطني..!!

وبالفعل تذكرت هذا الرجل، إذ التقيت به قبل نحو أربع سنوات في جنيف في مؤتمر لأحد التيارات المعارضة، وأثار شكوكي في حينها، لدرجة أنني أخبرت الجميع هناك أن هذا الرجل، الذي يقدم نفسه على أنه رجل أعمال سوري كبير في بلجيكا ومعارض، ليس إلا جاسوساً رخيصاً للنظام.. كان يسترق السمع إلى كل كبيرة وصغير كلص محترف.. فأخبرونني أنهم يشكون به وهو تحت المراقبة الدائمة والكل يتعامل معه بحذر..
 
بكل الأحوال، من الأشياء التي لفتت انتباهي عند قدومي إلى فرنسا، أن بطل نكتهم هو البلجيكي، مثلما عندنا الحمصي وفي مصر الصعيدي.. ما يعني أن البلجيك دمهم خفيف، وهو ما بدا واضحاً من تصريحات ولقاءات أخونا البلجكي.. لكن جماعتنا أيضاً لا يقلون خفة دم عنه..
 
فهل من المعقول، نائب في البرلمان البلجيكي، وقادم لدعمكم سياسياً، تعقدون له إجتماعاً مع غرفة تجارة دمشق..؟!

ترك تعليق

التعليق