اقتصاديات.. سيرياتيل، وصراع جبابرة الاتصالات


استبقت سيرياتيل دخول المشغل الثالث للخليوي الذي حصلت إيران على حقوقه مؤخراً، بطرح أسهم في بورصة دمشق، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تهدف لتوجيه أول ضربة للشركة الجديدة قبل إقلاعها، وخصوصاً أن سيرياتيل رفضت سابقاً طرح أسهمها في سوق دمشق للأوراق المالية منذ العام 2009، بحجة أنها غير مهيئة لهذا الأمر.. إلا أن قرار سيرياتيل هذه المرة بالدخول للبورصة ولناحية توقيته يثير الكثير من إشارات الاستفهام..!!

أولاً، هي تدرك سلفاً أن دخول المشغل الثالث سوف يكون على حساب حصتها من السوق والذي تسيطر على نسبة أكثر من 60 بالمئة منه والباقي تسيطر عليه شركة "إم تي إن".

ثانياً، لدى الشركة أكثر من 6300 مساهم، كان ممنوع عليهم بيع هذه الأسهم إلا للشركة أو بموافقتها، وذلك منعاً لتداولها والتحكم بسعرها. وكان هؤلاء يكتفون بالحصول على الأرباح حصيلة الأعمال السنوية للشركة، بينما صار بوسعهم الآن تداولها في السوق وتحقيق أرباح أكثر، نتيجة المضاربة التي ستحصل عند دخول المشغل الثالث.

أما ثالثاً، وهو الأهم، أن سيرياتيل وعبر الدخول إلى البورصة قبل دخول المشغل الإيراني للأسواق، تكون قد كسبت جميع الاحتمالات، فإن اتضح أن الإيراني سوف يكون منافساً قوياً، تكون الشركة قد طرحت نسبة كبيرة من أسهمها للتداول وربطت مصير المالكين لهذه الأسهم، بمصيرها، إضافة إلى أن طبيعة التداول في السوق سوف يجعلها تتحكم بحركة الأسهم الجديدة التي تنوي طرحها.. فإذا تحقق الربح الكبير، سوف تطرح المزيد من الأسهم، أما إذا كانت حركة التداول ضعيفة، فسوف تكتفي بتداولات المالكين السابقين لهذه الأسهم ومن حسابهم الشخصي..!!

ومن جهة ثانية، يحتم الدخول إلى سوق دمشق للأوراق المالية على الشركة، الإفصاح عن نتائج الأعمال السنوية والأرباح الفعلية لها.. وهي عملية لطالما تهربت منها سيرياتيل وكانت على الدوام تقدم بيانات عن أرباح ليست كبيرة، بلغت العام الماضي نحو 20 مليار ليرة سورية.. بينما على أرض الواقع، فإن الأرباح أكثر من ذلك بكثير.. فماذا ستفعل في هذه الحالة..؟

أما النقطة الأخيرة والمثيرة للقرف، فهي تصريح رئيس هيئة الأوراق المالية الدكتور عابد فضلية، بأن دخول سيرياتيل إلى بورصة دمشق، هو "حدث مهم، ويعني أن مرحلة الإعمار في سوريا قد انطلقت"..

فما علاقة هذا بذاك..؟، وكيف تسنى لعالم جليل في الاقتصاد أن يرى أن دخول شركة اتصالات إلى البورصة، يعني نهضة اقتصادية..؟!

بكل تأكيد، هذا الكلام لن يفهم معناه، إلا كل من عاش في سوريا الأسد، وعرف أنه حتى الخبراء والعلماء فيها، يقرضون الشعر..!!

ترك تعليق

التعليق