اقتصاديات.. لماذا لا ينفجر المؤيدون؟!
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 20 شباط 2017 --
- 0 تعليقات
عشرات المصائب بل المئات، يتعرض لها مؤيدو النظام يومياً ومنذ أكثر من خمس سنوات، بينما لم يُسمع منهم سوى بعض عبارات التذمر عن ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء، وفي أحسن الحالات يشتمون رئيس الحكومة أو هذا الوزير أو ذاك، ثم عندما يصلون إلى السيد الرئيس، يبتهلون وعلى نفس طريقة أخواننا "الأرادنة": "الله يخليلنا جلالة سيدنا"..!!
كيف لا ترى هذه الشعوب المسبب الرئيسي لمأساتها..؟، فهل بالفعل البقاء على قيد الحياة لوحده، دون شروط ودون ظروف، هو ميزة يستحق عليها هؤلاء الزعماء الحمد والثناء..؟!
في سوريا، أصبحت الصورة خارج نطاق المعقول والمنطق، فكل ما يقال عن أن هناك ضغطا أمنيا وقهرا يتعرض له الناس ويجعلهم مؤيدين، لا يمكن القبول به، وهو يتعارض تماماً مع الفكرة والآية القرآنية التي تطلب من المستضعفين في الأرض، أن يهاجروا وأن لا يبقوا عرضة للظلم، "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" / النساء 97 /.
هذا له تفسير واحد، أن البعض يستمتعون بعبوديتهم للسلطان، وينتظرون دورهم للموت عن طيب خاطر.. وهذا نوع من الشعب يستحق أن تسلط عليه الأضواء والدراسات المعمقة..
جميع الأصدقاء والإخوة الذين بقوا في الداخل تحت سلطة النظام، أول ما يبادرونك، عند السؤال عن أحوالهم، بالحديث عن الصعوبات المعاشية، من غلاء أسعار فاحش، وانقطاع للماء والكهرباء والتدفئة، وغياب الدخل الذي يكفي إلا لبضعة أيام من الشهر، بالإضافة إلى قضاء ساعات طويلة على حواجز التفتيش كلما قرروا الخروج من بيوتهم إلى أعمالهم، أو لتسوق بعض الحاجيات، هذا ناهيك عن الموت المجاني في جيش النظام لمن عنده شباب في الخدمة العسكرية.. ثم عندما تسأله: ما الذي يصبرك على هذا الحال، ولماذا لا تبحث عن حل فردي أو جماعي..؟، يصبح على الفور خارج التغطية..!!
الأزمة الأخيرة التي عاشتها مناطق النظام من انقطاع وسائل التدفئة وانقطاع الكهرباء لأسابيع، رغم ظروف الشتاء والبرد القارس، كشفت أنه لا أمل يرتجى ممن يعيشون اليوم في كنف النظام، بأن يكون لهم دور بارز في مستقبل سوريا، في حال آلت الأمور لمرحلة ديمقراطية.. فهؤلاء بخنوعهم، قادرون على إفساد أكثر الديموقراطيات انفتاحاً وقوة.. ولو قيل لهم انتخبوا على راحتكم، سوف ينتظرون حتى يأتي من يقول لهم انتخبوا سيدكم..
لهذا تتخوف المعارضة من فكرة، حق بشار الأسد بترشيح نفسه مرة أخرى، كما تطرحها روسيا في مفاوضات الأستانة وجنيف.. ليس خوفاً من شعبية بشار الجارفة، وإنما من هؤلاء الذين اعتادوا الرضا بالبقاء على قيد التنفس فقط..

التعليق