في ليلة واحدة.. سعر الدواء يتضاعف ثلاثة أضعاف، والوزارة تتفرج


دون سابق إنذار، كالعادة، فوجئ السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بارتفاع جديد بالأسعار، وهذه المرة كان من نصيب الدواء، حيث تضاعفت أسعار كثير منه ثلاث مرات يوم أمس الاثنين.

وقد رفعت كل الشركات الخاصة المنتجة للأدوية أسعارها دون علم وزارة الصحة، ولم تنتظر موافقتها، حسبما أوردت شبكات إعلام موالية للنظام.

وتتولى الشركات الخاصة إنتاج الحصة الأكبر من الدواء السوري بعد توقف غالبية الشركات العامة عن تصنيعه قبل سنوات عبر عملية فساد كبيرة شاركت فيها وزارة الصحة بالاتفاق مع القطاع الخاص الدوائي، بحجة ضعف الجدوى الاقتصادية وعدم القدرة على المنافسة.

نقص وتهريب

وتفتقد السوق السورية لأصناف كثيرة من الدواء جراء عدم توفر موادها الأولية بسبب العقوبات المفروضة على النظام، لا سيما التي يكون مكونها الأساسي متعدد الاستعمالات وقد يستخدمه النظام في تصنيع السلاح الكيماوي.

وتعاني الأسواق السورية من نقص كبير في العديد من أصناف الأدوية، الأمر الذي دفع الشبيحة والمتنفذين في الدولة إلى تهريبها من لبنان وبيعها بأسعار مرتفعة رغم أن غالبيتها يصل منتهي الصلاحية أو يقترب من ذلك.

وكانت مديرية الصحة في اللاذقية اكتشفت مطلع العام الحالي وجود أنواع فاسدة من الأدوية وخاصة القلبية منها تباع في الصيدليات، وكان مصدرها قبرص ووصلت تهريباً عبر لبنان، ولم تستطع حينها سحب كل الكميات بسبب تدخل الوزارة ومنعها من ذلك بحجة عدم وجود البديل.

وأشار مراسل شبكة إعلام اللاذقية، محمد الساحلي، إلى أن ضابطاً كبيراً في فرع المخابرات الجوية منع مديرية الصحة من سحبها من الصيدليات لأن شقيقه هو الذي تولى تهريبها وبيعها.

حرب على الفقراء

وتأتي الزيادة الجديدة على أسعار الأدوية والتي تراوحت بين 50 و300% لتفاقم سوء الحالة المعيشية للفقراء على وجه الخصوص، الأمر الذي أثار غضب شريحة واسعة عبرت عنه صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب جوزيف فارس "أحتاج أكثر من 250 ألف ليرة لأعيش الكفاف مع أسرتي، أعاني الأمرين في تأمينها، أدوية الضغط والقلب لوالدتي ارتفعت ثلاث أضعاف، إنها حرب الحكومة على الفقراء".

فيما شتمت ميس نعوس وزارة الصحة ودعتها للتدخل فوراً لدعم أسعار الأدوية، وتساءلت مشكّكة "هل الصمت عن رفع الأسعار مشاركة باقتسام الأرباح أم ضعف وهزال؟".

وعبرت شبكات إعلام موالية للنظام كذلك عن سخطها على وزارة الصحة، وطالبت بإقالة الوزير إن لم يتم إلزام الشركات المنتجة للدواء بالعودة إلى الأسعار القديمة.

واتهمت صفحة "أخبار جبلة" الوزارة بالتفرج على معاناة المواطنين وخاطبت مسؤوليها، "هل وصل بكم الحال للعب بصحة المواطنين، ألا تعلمون بوجود كبار بالسن يحتاجون أدوية القلب والشرايين، ألا تنظرون إلى جرحى الجيش الذي هم بأمس الحاجة لأدوية الالتهاب التي حلقت أسعارها ولا توفرونها بشكل كاف في المشافي".

وكانت أسعار الأدوية قد ارتفعت منذ بداية الثورة السورية حتى يوم أمس ما بين 5 إلى عشرة أضعاف، وتخلت وزارة الصحة عن دورها في توفير كثير من أصنافها لتفسح المجال لتهريبها ودخول الفاسد ومنتهي الصلاحية منها إلى الأسواق السورية.

ترك تعليق

التعليق