عروض على أسعار الانترنت تثير سخرية السوريين


في حدث لافت أثار سخرية واسعة، أعلنت الشركة السورية للاتصالات التابعة لنظام الأسد عن عدة عروض ترويجية خلال شهر آذار تتضمن تخفيضات للمشتركين الجدد والحاليين على خدمات الانترنت في الوقت الذي يشتكي فيه السوريون من ضعف الشبكة وانقطاعاتها المتكررة.
 
وأشار المدير التجاري في الشركة في حديث لوسائل إعلام النظام أن العرض الأول يستهدف المشتركين الجدد الراغبين بتركيب بوابات "اي دي اس ال" بحيث يحصل المشترك الذي يشترك بسرعة 2 أو 4 ميغا على حسم 50 بالمئة من أجر التركيب ويحصل أيضاً على حسم مقداره 30% من قيمة الاشتراك الشهري للخدمة لمدة 3 أشهر.

ويتبين من الشروحات التفصيلية التي قدمها المدير لقيمة التخفيض في هذا العرض وغيره من العروض التي تشمل المشتركين بالسرعات المنخفضة أنها لا تتجاوز 7 دولارات، في حين تتجاوز قيمتها خلال المدة ذاتها 70 دولاراً.

خداع

وسخر سامر، وهو مهندس اتصالات يمتلك مقهى للإنترنت في اللاذقية، من تفاهة عروض الشركة ومحدوديتها، لافتاً إلى أنها لا تتعدى كونها عملية ترويج تتسم بالخداع لجذب أعداد كبيرة من المشتركين وجمع الأموال منهم.

وقال في اتصال هاتفي مع "اقتصاد" إن السرعات التي تتحدث عنها الشركة غير موجودة على الإطلاق "وفي أحسن الحالات لا توفر أكثر من ربع السرعات التي تدعي توفيرها، ليس هذا وحسب بل كثيراً ما تقطع الشركة الاتصال تماماً لأسباب مجهولة، وتبرر ذلك بأنه عائد لإصلاحات في الكابل البحري".

ويضيف سامر: "لقد هجرنا الزبائن بسبب ذلك، حيث لم يعد بإمكاننا تشغيل أكثر من جهازين أو ثلاثة في أحسن الأحوال، هذا الأمر سبب لنا خسائر كبيرة، ولم يعد ما نجنيه يفي لتسديد فواتير الشركة والمصاريف التشغيلية".
 
سخرية

 وأثارت حملة التخفيضات المزعومة سخرية واسعة في أوساط السوريين الذي يقطنون في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ووصفتها صفحة "أخبار الساحل" بأنها "ضحك على اللحى" وطلبت من الشركة توفير الشبكة بشكل جيد قبل الحديث عن تخفيضات وعروض "لا تقدم ولا تؤخر".

فيما أشارت صفحة "البهلولية" على "فيسبوك" إلى أن ما تتقاضاه شركة الاتصالات عن السرعات الفعلية التي توفرها للمشتركين يعتبر الأعلى بين دول المنطقة "وربما العالم"، وسخرت: "مين قال السورية للاتصالات ما بتعمل عروض".

يذكر أن شركة اتصالات النظام قطعت خدمة الانترنت 7 مرات لعدة أيام خلال العام الماضي، وحمّلت الكابل البحري المسؤولية وهي حجة تتفرد بها وتعتبر براءة اختراع لها.

رغم القصف
 
ورغم القصف والتدمير، تتمتع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية باتصالات أسرع بالشبكة العنكبوتية، ففي المناطق القربية من الحدود اللبنانية والأردنية والتركية والعراقية يتصل السكان بواسطة الشبكات المشغلة في هذه الدول، كما عمد مستثمرون لبناء أبراج تقوية لتوسيع الرقعة الجغرافية التي تصلها.

أما في المناطق الداخلية البعيدة عن الحدود فانتشرت منذ سنوات وسائل الاتصالات الفضائية باستخدام الصحون اللاقطة وأجهزة "هيوز و تووي" وغيرها، وهي توفر الاتصال بسرعات عالية وتكلفة منخفضة لأنها تتوزع على عدد من المشتركين.
 
 وتحدثت شركة اتصالات النظام عن تخفيضات على المكالمات الهاتفية الخلوية والقطرية في يوم عيد الأم في 21 من الشهر الحالي.

ترك تعليق

التعليق