اقتصاديات.. وزير نقل النظام ومغامراته في جنيف


من يتابع تصريحات وسلوك وزير النقل في حكومة النظام، علي حمود، قبل حضوره مؤتمر جنيف للنقل الدولي بداية الشهر الماضي، وبعد حضوره المؤتمر، يكتشف بأن الرجل وكأنها المرة الأولى في حياته التي يغادر فيها سوريا إلى دولة أوروبية.. فهو لم يكف منذ حوالي الشهر عن الحديث عن الإنجازات التي حققها بحضوره لهذا المؤتمر..

 فقد صرح قبل عدة أيام، أن وزارته تلقت عدة طلبات من شركات طيران عالمية، تطلب السماح بالمرور فوق الأجواء السورية، مرجعاً هذا التطور "اللافت" إلى حضوره مؤتمر النقل الدولي، حيث كان ذلك أبرز مطالبه من المؤتمر..

ولم يكتف حمود بهذا القدر من الحديث عن النتائج الإيجابية لحضوره مؤتمر النقل الدولي، بل صرح أمام أعضاء مجلس الشعب، الذين طلبوا حضوره على إثر حديثه المتفائل عن واقع النقل الجوي، أنه تلقى صباحاً، و يا محاسن الصدف، وقبل مجيئه إلى المجلس، ثلاثة طلبات من شركات في ألمانيا، تريد تشغيل رحلاتها بين مطار دمشق الدولي وثلاثة مطارات في ألمانيا..

لقد قال حمود هذا الكلام بعد أن حاصره أعضاء مجلس الشعب وطالبوه بالكشف عن أسماء شركات الطيران العالمية التي طلبت السماح بالمرور فوق الأجواء السورية، فأعلن أنها ليست شركات وإنما شركة واحدة، وأن الأمر لازال قيد الدراسة..

حمود صال وجال أمام أعضاء مجلس الشعب، حتى وصلت طائرات الشركة السورية إلى دول البريكس وإلى الصين، وتنقلت بين دول أمريكا اللاتينية، ثم عندما سأله أحد الأعضاء عن عدد طائرات الشركة التي تعمل حالياً، أعلن أنها ثلاث طائرات، والرابعة قيد الدخول إلى الخدمة، وهي الطائرة التي من المتوقع أن تصل إلى الصين ودول أمريكا اللاتينية..

وأيضاً لم يغفل حمود الحديث عن أن هذا التطور هو بفضل حضوره مؤتمر جنيف للنقل الجوي..

ذكرني وزير نقل النظام برئيس تحرير إحدى صحف المنظمات الشعبية، الذي سافر بمهمة إلى ألمانيا لمدة أسبوع، وكانت المرة الأولى في حياته التي يسافر فيها إلى خارج البلد وقد بلغ من العمر ستين عاماً.. لقد كتب رئيس التحرير آنذاك ثلاث مقالات عن ألمانيا، ثم قرر أن ينشئ زاوية ثابتة في الصحيفة بعنوان "ألمانيات"، ظل يكتب فيها على مدى عام عن تجربته في ألمانيا ومع الألمان.. إلى أن انتبهت القيادة القطرية للحزب للأمر، فاستدعوه ونخلوه تنخيلاً.. فتوقف عن الكتابة وإلى أجل غير مسمى.. وهذا على ما يبدو، ما يحتاجه علي حمود حتى يتوقف عن الحديث عن مغامراته في جنيف..

ترك تعليق

التعليق