اقتصاديات.. الضربة
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 07 نيسان 2017 --
- 0 تعليقات
بيانات النظام السوري وردود أفعاله في أعقاب الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات الإرهابي وتدميره بالكامل، مثيرة للسخرية، فهي تشبه تلك البيانات التي كانت تصدر في الثمانينيات من القرن الماضي، بعد كل اجتماع حزبي عندما كان الرفاق ينددون بالإمبريالية العالمية وأدواتها العميلة في المنطقة، ويتوعدونها بالاندحار..
أما المحللون السياسيون، الذين استعان بهم تلفزيون النظام، فقد كانوا أشبه برؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، الذين كان يختارهم النظام من قاع المجتمع، ومهمتهم إصدار الضوضاء فقط، وبالتالي لا أحد كان يعتب على مستواهم ومنطقهم اللغوي..
لا نستطيع أن نخفي فرحنا ونحن نشاهد من تغول على شعبه خلال السنوات الست الماضية بشتى أنواع الأسلحة، يقف ذليلاً كالولد الذي تلقى صفعة مفاجئة على رقبته ممن هو أكبر وأقوى منه، بينما لا يعرف ماذا يفعل وغير متأكد إن كان هناك صفعات أخرى أم لا..
الارتباك واضح على إعلام النظام، فهو ينقل المواقف الروسية والإيرانية حيال الضربة، أكثر مما ينقل مواقفه منها، ولعله بذلك يعول ويأمل أن تشعر روسيا وإيران أنهما المستهدفتان منها، وبالتالي أن يكون لهما موقف حازم يمنع تكرار الضربة في المرات القادمة..
غير أن الموقف الإيراني حتى الآن، لا يختلف عن نظيره السوري، من حيث ارتداده للحالة الخطابية، التي تشبه الخطب التي يلقيها الولي الفقيه عادة يوم الجمعة.. أما الموقف الروسي، فقد أراد أن يظهر اختلافاً في الشكل، لكن من حيث المضمون، فقد بدا واضحاً الحذر الذي يدرك عواقب المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب..
وبالنسبة لنا كجمهور ثورة، ورؤيتنا للضربة الصاروخية الأمريكية، فهي لا تتعدى الفرح الطفولي، كمن يشاهد مصارعة بين اثنين، أحدهما قوي والآخر ضعيف، ثم فجأة يتدخل أحدهم ويصفع القوي ويطرحه أرضاً بضربة واحدة.. هكذا يحب أن نقرأ الحدث.. وهكذا يجب أن نتعامل معه.. حتى نعفي أنفسنا من خيبات الأمل على الأقل..

التعليق