4 تقنين 2 كهرباء.. "إنجاز" يستحق احتفالات الموالين أم خدعة؟


هم غير متأكدين من أن نظام التقنين الكهربائي الجديد في الساحل السوري القائم على أربع ساعات من العتمة مقابل ساعتين من الكهرباء بات دائماً أم أنه يترافق فقط مع زيارة رئيس الحكومة، لكن الموالين أبدوا سعادتهم بهذا التطور المهم الذي بدأ يوم السبت.

"اليوم تماماً، وصلنا إلى الإنجاز الكبير، إن توفير الكهرباء ساعتين كل ست ساعات، احتاج جهداً كبيراً وعملاً دؤوباً، وتكافلاً للجهود بين عدد من الوزارات والمؤسسات، أهنئ أهلنا في الساحل بهذا الانجاز"، بهذه العبارات توجّه مدير كهرباء اللاذقية، مضر إسماعيل، إلى سكان الساحل، عبر شبكة أخبار اللاذقية.

خدعة أم حقيقة؟

المدير ذاته كان قد أطلق عشرات الوعود سابقاً بتخفيض ساعات التقنين إلى هذا المستوى "الإنجاز"، والذي لا يزال قيد الاختبار بانتظار مغادرة رئيس الحكومة لمدينة اللاذقية التي يزورها اعتباراً من يوم السبت لمعرفة إن كان سيعتمد بشكل متواصل أم أنه يتزامن فقط مع زيارته.

 وكان عماد خميس قد زار طرطوس وجبلة قبل ذلك "للاطلاع على الواقع الخدمي"، حسب وسائل إعلام النظام.

بدت معالم السرور على وجوه موالين للنظام بتخفيض التقنين من خمس ساعات قطع مقابل ساعة تغذية إلى النظام الجديد، كما احتفت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات إعلام موالية بما أسموه إنجازاً مهماً.

فيما سخر المحامي "فادي ب" من هذا "الإنجاز" واصفاً إياه بالمسخرة، وأشار إلى أن الكهرباء تصل وسط غابات إفريقيا كل الوقت، والنظام يجعل من ست ساعات من التغذية الكهربائية مناسبة لإعلان الانتصار.

وبرّر في اتصال هاتفي مع "اقتصاد" احتفال "البسطاء" بهذا القليل، معتبراً أنه يبقى أفضل من العتمة شبه المتواصلة التي عاشها الساحل السوري منذ عدة سنوات، ولكنه لم يكن متفائلاً باستمرار هذا القليل المفرح للأهالي المحرومين.

انخفاض الاستهلاك

وكانت وزارة الكهرباء في حكومة النظام ومديرياتها في اللاذقية وطرطوس أعلنت السبت تخفيض التقنين المذكور دون توضيح كيفية تحقيق هذا "الإنجاز" في هذا الوقت، وسبب عجزها عن تحقيقه فيما مضى.

لكن المدرّس حيدر بركات تولى الشرح فأشار إلى أن وزارة الكهرباء لم تحقق معجزة، ولم ترفع نسبة توليد الكهرباء، "بل انخفض الاستهلاك مع انقضاء فصل الشتاء وارتفاع درجات الحرارة".

وأضاف بركات في حديث مع مراسل شبكة إعلام اللاذقية، محمد الساحلي، "إن الحديث المتكرر عن وصول شحنات الفيول، وتزويد محطات توليد الكهرباء بها ليس إلا لذر الرماد في عيون السكان، وجعلهم يتفاءلون بزيادة ساعات التغذية الكهربائية".

ورجح العودة إلى زيادة ساعات التقنين مع اقتراب الصيف وارتفاع درجات الحرارة، التي تضطر المواطنين لتشغيل المكيفات، "هذا إن استمر التقنين على هذا المستوى أصلاً، ولم يكن مجرد خدعة مؤقتة تنتهي بانتهاء زيارة المسؤولين للساحل"، حسب قول المدرس بركات.

وعاشت منطقة الساحل السوري أسوأ وضع كهربائي هذا الشتاء، حيث وصلت ساعات التقنين إلى 7 مقابل ساعة وصل، واستمر انقطاعها مرات عديدة أياماً، مما دعا السكان للاعتماد على بدائل غير كافية كأشرطة الليزر والمولدات التي تعمل على البنزين ذات التكلفة الباهظة التي لا يستطيع غالبيتهم تحملها.

ترك تعليق

التعليق