اقتصاديات.. "بن حسيب" للصناعات الثقيلة


تخونك العبارات والأوصاف أحياناً وأنت تقرأ خبراً يتحدث عن أن بن "حسيب" أعلن عن حاجته لأكثر من 200 فرصة عمل ومن مختلف الشهادات والاختصاصات، وذلك خلال معرض التوظيف الثاني وفرص العمل المقام حالياً في صالة تشرين الرياضية بدمشق.. وتخونك الشتائم كذلك وأنت تستمع لصاحب الشركة، طلال قلعه جي، وهو يتحدث عن هجرة اليد العاملة والخبيرة واضطرار الشركة لتدريب كوادر من جديد وهو ما أضر بموقعها في السوق خلال الفترة الماضية.

لا ندري، ربما أن بن حسيب تحول إلى شركة للصناعات الثقيلة في غفلة منا، بينما نحن لانزال نعتقد أنه لصناعة القهوة.. أو أن القهوة ذاتها أصبحت صناعة ثقيلة وبحاجة إلى كل هذه الأيدي العاملة والخبيرة وخصوصاً من حملة الشهادات العليا..!!

لكن وبحسب ما أخبرنا أحد الزملاء المتابعين للموضوع من داخل العاصمة دمشق، فإن الشركة ليس لديها أي فرصة عمل جديدة وإنما هو أسلوب مبتكر في الدعاية والإعلان المجاني على حساب أحلام الشباب السوري الباحث عن أي فرصة عمل وبمساعدة أدوات النظام القمعية ذاتها.

ويلفت المصدر إلى أن الشركة تدرك بمجرد الإعلان عن هذا الكم من الوظائف، أن وسائل الإعلام سوف تطبل وتزمر لها دون أن تضطر لدفع شيء..!!

 وأشار هذا المصدر إلى أن قوام شركة بن حسيب كله صالة صغيرة بالكاد تتسع لعشرين عاملاً بما فيهم الإداريون، متسائلاً: "أين تريد أن تحشر الـ 200 عامل الجديد بالإضافة إلى ما هو موجود لديها سابقاً..؟".

يعتقد مراقبون أن النظام يريد أن يحول البلد كلها إلى وحوش، وكل ذلك من أجل أن يشعر الشعب السوري أن المفاضلة بين سيء وأسوأ هو الخيار الأخير للعيش في بلده..

ترك تعليق

التعليق