خوفاً من الحصار.. إيجارات المنازل تنخفض في معقل التنظيم بـ "الرقة"، ونازحو "الباب" بلا عمل


قالت مصادر أهلية في مدينة الرقة لـ"اقتصاد" إن أسعار المنازل في المدينة، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، انخفضت إلى الربع، إثر الخوف من حصار المدينة، من قبل "قوات سوريا الديمقراطية"، وزيادة الطلعات الجوية للتحالف الدولي عليها، ما أدى لهجرة عدد كبير من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم إلى مناطق التنظيم الأكثر أمناً في "دير الزور" ووسط البلاد.

وبحسب المصادر فإنّ إيجار المنزل في المدينة انخفض إلى 25 دولار أمريكي للمنزل الواحد، بعد أن ارتفع خلال الأشهر الماضية إلى أكثر من 100 دولار.

وفي سياق آخر، قال نازح من مدينة الباب إلى الرقة، في تصريح لـ"اقتصاد"، إنه اضطر للنزوح إلى الرقة، إثر اندلاع المواجهات العسكرية بين التنظيم، ومقاتلي فصائئل "درع الفرات" المدعومين من قبل تركيا، والتي أدت إلى سيطرة الأخيرة على مدينته الباب.

وبحسب النازح، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإنّ الذي دعاه للوصول إلى الرقة، منع التنظيم لأهالي الباب من الخروج منها حينما كانت المعارك مندلعة، إضافة إلى إحاطتها بالألغام، فضلاً عن الأرقام الكبيرة التي كان يفرضها المهربون على الراغبين بالخروج من الباب.

ويشير النازح إلى أنّ التنظيم لم يقدّم للنازحين من مدينة الباب، المساعدات اللازمة، من مواد غائية وغيرها، موضحاً أنه يعيش حالة من البطالة، بعد أن فقد محله في مدينة الباب نتيجة النزوح.

فيما لم يستطع "أبو محمد" العودة إلى مدينته الباب، بعد أن نزح منها، نتجية المعارك فيها، كونه لم يتمكن من جمع المال الكافي لدفعه للمهربين.

ويقول "أبو محمد" لـ"اقتصاد": "نزحت إلى هنا، أعيش في منزل أدفع إيجاره 25 دولار، وأنا بلا عمل، حاولت العودة إلى مدينة الباب، لكن ما منعني هو منع التنظيم للأهالي من مغادرة مدينة الرقة، إضافة إلى الأرقام العالية التي يطلبها المهربون، والتي تتجاوز 500 دولار على الشخص الواحد".

ولم تكن مشكلة النازحين، هي الوحيدة التي يعاني منها الراحلون من "الباب" إلى "الرقة"، حيث فقد العديد من موظفي مديريات التنظيم في الباب، وظائفهم، بعد نزوحهم إلى الرقة.

وهو ما يشير إليه أحد العاملين لدى التنظيم سابقاً في "جباية الزكاة"، حيث يقول لـ"اقتصاد" إنه "بسبب المعارك فقدت وظيفتي لدى التنظيم، وأصبحت الآن بلا عمل، أعتمد على المساعدات التي يقدمها التنظيم، والتي تعتبر ضئيلة، بالنظر إلى متطلبات الحياة".

فيما وجد آخرون في صالات الانترنت، مجالاً للاستثمار، بعد منع التنظيم من تركيب الشبكات العنبكوتية في المنازل، وقصرها على بعض المستثمرين الذين يحصلون على تراخيص من قبله في مدينة الرقة.

وبحسب أحد مرتادي تلك الصالات، فإنّ التنظيم سمح لحوالي 20 صالة بالعمل في المدينة، وتقديم خدمات الانترنت لزبائنها، التي يغلب عليهم عائلات أفراد التنظيم، والتي تفتح أبوابها من التاسعة صباحاً، وحتى الـ 11 ليلاً.

ترك تعليق

التعليق