مجنون جديد يقترح على النظام شراء الديون المتعثرة من المصارف..!
- بواسطة اقتصاد --
- 14 أيار 2017 --
- 0 تعليقات
لم تكد تنتهي قصة المجنون الذي اقترح على وزارة الكهرباء توليد الطاقة الكهربائية من أمواج البحر وما أثارته هذه القصة من ضجيج إعلامي، حتى خرج مجنون آخر يقترح على النظام إنشاء مؤسسة خاصة مهمتها شراء الديون المتعثرة من المصارف الحكومية والخاصة بسعر أقل من قيمتها ثم تتولى هذه المؤسسة مهمة تحصيل هذه الديون وتحقيق الربح من خلال فارق السعر بين حجم الدين الحقيقي والسعر الذي تم شرائه من المصارف..
الفكرة راقت على الفور لوسائل الإعلام، وخصوصاً أن الأرقام تتحدث عن حجم ديون متعثرة تفوق قيمتها الـ 250 مليار ليرة سورية، وهو ما يعني في حال استطاعت هذه المؤسسة تحصيل الديون، فإن الإيرادات المتوقعة سوف تكون كبيرة لخزينة الدولة بالإضافة إلى أن المصارف سوف تحصل على ديونها ما يعني إعادة دورة الحياة لها.
غير أن فكرة إنشاء مؤسسة استوقفت تلك الوسائل، ووجدت أنها بحاجة لفترة زمنية طويلة وقد تموت القصة إلى حين البت بإنشاء هذه المؤسسة، لذلك سألت هذا الباحث الذي يدعى سامر قصار وقالت إنه مختص في المصارف، لماذا لا يقوم المصرف المركزي مقام هذه المؤسسة وهو من يقوم بشراء هذه الديون ومن ثم تحصيلها من المتعثرين.. ؟، إلا أن الباحث أصر على أنه لا بد من تأسيس مؤسسة خاصة بالأمر، ولا بأس أن يقوم القطاع الخاص بإنشاء هذه المؤسسة.. وعند سؤاله عن السبب وراء إصراره على وجود مؤسسة خاصة، اعترف القصار أن هذه الديون ذات مخاطر عالية وقد لا تستطيع هذه المؤسسة تحصيلها، لذلك ليس من المستحب أن تتحمل الحكومة أعباء جديدة بالإضافة إلى الأزمات التي تعيشها..
عند هذه النقطة كان يجب أن يتوقف النقاش، لأن الفكرة بالأساس غير مجدية اقتصادياً، وغير مغرية للقطاع الخاص أن يخوض بها، مادام مقترحها يعترف بنسبة فشلها العالية، إلا أن وسائل إعلام النظام، وبالذات جريدة الوطن الموالية، أصرت على إعطاء الفكرة بعداً مدهشاً ومذهلاً، يستحق النظر فيه ومناقشته وتطبيقه.. وهو ما يشير إلى حالة الإفلاس الذي يعيشه هذا الإعلام..
وكل الخشية أن يقوم مجلس الوزراء بتشكيل لجنة من الخبراء لدراسة اقتراح هذا الباحث وعلى غرار ما تم فعله مع مقترح توليد الكهرباء من أمواج البحر، إذ تبين بعد أكثر من أسبوعين من انشغال الخبراء بهذا الاقتراح، أنه غير قابل للتطبيق أبداً.. لكن مثل هذه القصص مثيرة لمخيلة الرأي العام ولا بأس أن يتم كل فترة إشغاله بإحداها.. سيما وأن الكهرباء لاتزال مقطوعة..!!
التعليق