اقتصاديات.. "روسنة " التعليم في سوريا
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 14 أيار 2017 --
- 0 تعليقات
يُروى عن الرئيس المصري الأسبق أنور السادات أنه أرسل إلى الاتحاد السوفييتي السابق 500 مبتعثاً لنيل الشهادات العليا، ثم اتصل بالرئيس السوفييتي بريجنيف في ذلك الوقت وقال له: لقد أرسلت لك 500 حماراً، أريدهم أن يعودوا إلى مصر حميراً ولكن بجانب أسمائهم حرف الدال..
هذه الحادثة، أو ربما تكون نكتة، هي في الواقع تلخص الكثير مما يمكن أن يقال عن التخريب الذي تعرضت له العملية التعلمية في بلادنا بفعل البعثات العلمية التي كان يتم إرسالها إلى روسيا، وقد عانت سوريا كثيراً من هؤلاء المبتعثين عندما عادوا إلى بلادهم وتوزعوا على مراكز العلم والعمل، إذ تبين أن أغلبهم ذهب وهو يحمل الشهادة الثانوية أو الجامعية، ثم عادوا وكأنهم بحياتهم لم يزوروا المدارس.. ما الذي كان يحصل لهم في الاتحاد السوفييتي، لم يكن أحد يعرف..؟!
لقد دفع المجتمع ثمناً باهظاً بفعل سياسات حافظ أسد الرعناء، ومحاولة تقربه من الاتحاد السوفييتي، فهو لم يقصر هذا التقارب على العمل السياسي والعسكري، بل امتد ليشمل أجهزة الدولة الإدارية والتعليمية، وقد احتاجت سوريا لأكثر من عشرين عاماً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لكي تقلل من أثر هؤلاء الذين درسوا في روسيا والتخريب الذي تسببوا به في المرافق الثقافية والعلمية..
الجديد اليوم أن نظام بشار الأسد ماض في خطوة أخطر من والده، فهو لم يكتف بإرسال البعثات التعلمية إلى روسيا وإيران، بل قام بفرض اللغة الروسية في المدارس كلغة ثانية، وعلى ما يبدو أنه ذاهب إلى ما هو أبعد من ذلك بأن يجعل اللغة الروسية والثقافة الروسية جزءاً من تركيبة المجتمع، ولعل ذلك يفسره فحوى البعثات التعليمية الكثيرة إلى روسيا لتعلم اللغة الروسية من أجل أن يتم فرضها كلغة أساسية في المدراس، وربما تكون بديلاً عن اللغات الإنكليزية والفرنسية..
في النتيجة، وكما قلنا، فإن المجتمع هو الذي يدفع الثمن دائماً، وبشار الأسد وبعد أن دمر البلد عمرانياً وجغرافياً، لديه خطة، على ما يبدو، للقضاء على ما تبقى من سوريا من خلال تدمير مجتمعها كذلك، وذلك من أجل ألا تقوم لها قائمة لعشرات السنين القادمة..
فأي حقد يمارسه هذا الرجل على بلده وشعبه..؟!
وماذا فعلت له سوريا حتى يفعل بها هكذا، وهي التي عملت منه رئيساً بينما كان من المفروض أن يكون موقعه الحقيقي في مشفى المجانين..!!

التعليق