وزراء لا يراهم مجهر إعلام النظام
- بواسطة اقتصاد --
- 15 أيار 2017 --
- 0 تعليقات
فارق كبير بين ما يصرح ويعلن عنه وزراء حكومة النظام وبين الواقع الفعلي على الأرض.. فقد اعتدنا على مسؤولي النظام أن أحدهم إذا جاءه اتصال هاتفي من صديق له يقترح عليه فكرة معينة بفتح خطوط تواصل مع إحدى الدول أو عقد صفقة معينة، فإن هذا الاتصال يتحول في اليوم التالي إلى تصريح رسمي بأن إحدى الدول الكبرى تقدمت بطلب لتنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين وأن الوزارة تدرس هذا الطلب، ثم يتلاشى هذا التصريح لأن ذاكرة الإعلام يومية، وهي لا تتابع غالباً ما يتفوه به هؤلاء الوزراء أو تحاسبهم عليه.. ولو فعل الإعلام ذلك، لوجدنا أنفسنا أمام كمية هائلة من التصريحات والوعود التي لم يتحقق منها شيئاً.
وفي جميع الحكومات التي شكلها النظام، كان هناك وزراء يتميزون بهذه الخاصية، وهم غالباً ممن يرون أنفسهم فوق المحاسبة، بينما الوزراء الذين لا سند لهم، فهم غالباً لا يتورطون بأكاذيب كبيرة، لأنهم يعرفون أن المجهر المسلط عليهم أكبر من غيرهم، وقد عانى من هذا المجهر كثيراً وزير الاقتصاد السابق أديب ميالة..
أما من الوزراء الذين يبتعد عنهم هذا المجهر، فيأتي على رأسهم وزير النقل علي حمود، الذي جيء به إلى كرسي الوزارة لكي يحصد إنجاز غيره دون تعب، حتى بدا وكأن الأمر من إنجازه، والمقصود هو انضمام طائرتين جديدتين لأسطول السورية بينما كان هذا الأمر من إنجاز الوزير السابق..
الشيء الآخر الذي تتغاضى عنه وسائل إعلام النظام في تصريحات وزير النقل هو إعلانه ومنذ عدة أشهر أن هناك شركات طيران عالمية بدأت تطلب من سوريا تشغيل رحلاتها أو المرور فوق أجوائها إلا أن أياً من ذلك لم يتحقق ولم ينقل عن تلك الشركات رغبتها بتسيير تلك الرحلات.
كما صرح مؤخراً بأن هناك شركتان ألمانيتان أرسلتا طلباً برغبتهما بتشغيل رحلات من مدينتين في ألمانيا إلى مطار دمشق الدولي، وكان ذلك التصريح قبل نحو ثلاثة أشهر، والغريب أنه أعاد التصريح بالأمس دون أن تسأله تلك الوسائل: أما آن لهذه الرحلات أن تشتغل..؟

التعليق