الضمان يدخل كآلية جديدة في النشاط الزراعي بالحسكة


شرع مزارعو الحسكة خلال الأسبوع الجاري بعمليات حصاد محاصيل العدس والكمون والشعير عقب فترة وجيزة من الانتهاء من زراعة محصول القطن بمساحات صغيرة نسبياً، وذلك بسبب تكاليفه العالية لجهتي الجهد والمال إضافة لصعوبة التسويق.

يقول المزارع محمد السبعاوي من ريف القامشلي الجنوبي إن أعمال حصاد الكمون والعدس بدأت منذ يومين، وورشات العمال منتشرة في الأراضي المزروعة بالكمون بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أنه يسعى لتأمين العدد المناسب من العمال فهنالك سباق بين المزارعين على العمال لأن التأخير في حصاد الكمون قد يؤدي إلى سقوط البذور عن النبتة لشدة جفافها وهي خسارة حتمية للمزارع بطبيعة الحال.

وأشار السبعاوي إلى أن نظام أجور الحصاد يختلف عن نظام أجور التعشيب فمنح العامل 3500 ل.س مقابل حصاد مساحة 1دنم بينما كانت أجور عمليات "العكاف" إزالة الأعشاب الضارة، تدفع على أساس ساعات العمل (يومية).

ويستطيع العامل الشاب أو الشابة أن يحصد مساحة تزيد على 1دنم في اليوم ما يجعل أهالي القرى والمدن بما فيهم سكان أحياء مركز المحافظة يحرصون على العمل في جني هذه المحاصيل، ويصلون إلى الحقول عبر سيارات نقل تنطلق بهم نحو الحقول قبل بزوغ الشمس، وفق إحدى العاملات في حقل يقع قرب بلدة المناجير في منطقة الخابور.

وتقول العاملة، سعدة، إنها تعمل ضمن ورشة يشكل أفراد أسرتها معظمها بينهم صغار وكبار وبالنتيجة يحصدون يومياً ما يفوق 5 دنمات، مضيفة أنهم يجمعونه على شكل أكوام صغيرة ثم يجمع على شكل بيادر أكبر قبل أن ينشر ليجفف ثم يدرس بالحصادات نفسها التي يحصد بها محصول الشعير، الذي بدور بدأت عمليات حصاده، فيما ينتظر القمح بداية حزيران/يونيو المقبل.

 الضمان طريقة جديدة لبيع المحصول
 
ويعقد المزارعون آمال كبيرة على محصول الكمون خاصة هذا العام لما لمسوا من مردود وإنتاج جيد العام الماضي، وتبقى مستوى تطلعات كل مزارع مرتبطة بحالة محصوله فبعضها لم يكن جيداً ما يجعل الخسارة كبيرة للمزارع الذي دفع ثمن البذار والعناية والتعشيب.

 وعقد بعض التجار اتفاقاً مع مجموعات من المزارعين لشراء المحصول حتى قبل الانتهاء من حصاده بسعر 800 ل.س لكل 1كغ مع تحمل التاجر تكلفة الحصاد، وبالتالي يصبح المحصول ملكه منذ لحظة عقد الاتفاق، وهذه لم تكن موجودة في المنطقة، وفق المزارعين.

فالضمان يقتصر في المنطقة على المحاصيل التي لا تكون بحالة جيدة وخاصة القمح والشعير لمربي الأغنام ليطلقوا بها قطعانهم فترة من الزمن إلى حين القضاء على المحصول وبقاياه، فيما كان ينتشر هذا النوع من الضمان في ريف دمشق لبيع إنتاج حقول الخضار.

وبالفعل شرع بعض أصحاب حقول الشعير البعلية ببيعها (ضمان) لمربي الأغنام بسبب عدم نموها بالطول الكافي، فكلما ابتعد الحقل إلى الجنوب عن منطقة خط العشرة المتاخمة للحدود التركية كانت أقل طولاً حتى 30 سم ما يجعل عملية حصاده صعبة جداً وإنتاجه ضئيل، فيلجأ المزارع لبيعها بهذه الطريقة عله يعوض ثمن البذار أو جزءاً منه على الأقل.

مساحات قطن صغيرة

مساحات الكمون والعدس كبيرة نسبيّاً مقابل مساحات المحاصيل الشتوية الأساسية كالشعير والقمح، التي كانت تحتل معظم مساحات الأراضي، وجاء هذا التوسع للكمون بسبب الدورة الزراعية القصيرة والمردود المادي الجيد.

 كما تعتبر تكاليفه والجهد المبذول فيه أقل بكثير من محصول آخر يعتبر مهم جداً من حيث السعر العالي المحدد له، وهو القطن الذي كان يباع بنحو 30 ليرة سورية قبل أعوام مقابل 7 –10 ليرات للقمح والشعير، واليوم تضاعف سعر هذه المحاصيل 10 مرات ورغم ذلك قيمته حالياً لا تجاري الكمون، وفق المزارعين.

فالمزارع يأخذ كيس الشعير أو القمح (100 كغ) إلى السوق لبيعه فيدفع له -رغم ارتفاع أسعار المحصولين مؤخراً-7-10 آلاف ليرة أما كيس الكمون فيعود عليه بـ 50 ألف ليرة على الأقل.

وانتهت أعمال زراعة محصول القطن الصيفي، والتي تبدأ منتصف شهر نيسان/أبريل وتنتهي مطلع أيار، لتبدأ أعمال العزيق والمكافحة بعد الرية الأولى (السقاية).

ترك تعليق

التعليق