اقتصاديات.. "إصلاح إيه اللي انت جاي تقول عليه"
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 22 حزيران 2017 --
- 0 تعليقات
يؤكد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يوماً بعد آخر، أنه يعيش خارج نطاق المنطق والمعقول، بل يتصرف وكأنه يعيش في كوكب آخر لا علاقة له بالمجموعة الشمسية كلها.. وهو أكثر ما ينطبق عليه المثل الشائع، القائل: "بعد أن خرب البلد يريد أن يجلس على تلتها"..
سريعاً، نود الدخول في الحدث الذي فاجأتنا وسائل إعلام النظام به صباح أمس، والتي قالت أن بشار الأسد ترأس جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، وطرح عليهم "المشروع الوطني للإصلاح الاداري"، وطلب من الوزراء إنشاء موقع الكتروني تفاعلي يستطيعون من خلاله التفاعل من الناس وشكاويهم وذلك من أجل مكافحة الفساد الإداري في أجهزة الدولة.
لا ندري ما الذي يدور في رأس بشار، ولا أحد يستطيع أن يخمن بماذا يفكر هذا الشخص وكيف يفكر، أو ماذا يريد بالضبط..؟!، بل نجزم أنه هو بذات نفسه لا يعرف ماذا يريد..؟، فإذا كان الهدف هو القول، أنه ما يزال يحكم هذه البلد، فليست هذه هي الطريقة المثلى لذلك.. لأن الإصلاح الإداري ليس هذا هو وقته المناسب، بل هو مشروع يتطلب استقراراً زائداً عن اللزوم، وليس وضع بلد مثل سوريا، ليس فيها كهرباء ولا انترنت والمياه مقطوعة أغلب الوقت وتنتظر السفن الإيرانية شهرياً من أجل أن تزودها بالمازوت والقمح والمواد الغذائية.. ثم من قال لهذا الكائن، أن مشروع الإصلاح الإداري، يمكن حله عبر تأسيس موقع الكتروني تفاعلي مع الناس.. ما هذا الهراء..؟!
ونود أن نذكر بشار الأسد أنه في العام 2001، تم استقدام لجنة فرنسية لوضع مشروع للإصلاح الإداري كلف الخزينة العامة للدولة أكثر من 20 مليون يورو.. وبعد أن أنهت اللجنة المشروع تم وضعه في أدراج رئاسة مجلس الوزراء، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لم يسمح لأحد أن يتحدث عنه أو يطالب الدولة بتطبيقه..
ولعل حسان النوري، المرشح السابق للرئاسة أمام بشار، ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في ذلك الوقت، كان من الأشخاص الذين عملوا على هذا المشروع، ويومها أخبرني أن الأمر كان بتوجيه من بشار ذاته الذي طلب وضع كل الإمكانيات لتغيير الأنظمة الإدارية في البلد، من أجل أن تكون متوافقة مع متطلبات الإصلاح والتطوير..
نستنتج مما سبق، أن بشار بدأ يعود إلى دفاتره القديمة، لتأكيد وجوده لا أكثر، ظناً منه أن الآخرين، ليسوا على دراية بتاريخه القائم على الخداع والكذب على الشعب السوري، بأنه محب للإصلاح ويسعى إليه..
يا سيد بشار، هذا الكلام لم يعد ينطلي على أحد.. وأحسن لك أن تجلس في بيتك وتربي أولادك، بانتظار ما يخبئه القدر لك.. فلا أحد يعلم إلا الله، ماذا ينتظرك من مصير.. وعلى قولة أخواننا المصريين: "إصلاح إيه اللي انت جاي تقول عليه".. فكر بمصيرك.. وكفى..!!

التعليق