اقتصاديات.. لماذا الجنوب الغربي من سوريا؟
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 10 تموز 2017 --
- 0 تعليقات
كنا سنقف مع منطقة آمنة في الجنوب السوري، لو أنها كانت في المنطقة الشرقية، أما أنه تم الإعلان عنها في المنطقة الغربية، فهو ما يجب أن نرفضه ونقف ضده، لأنه يعني بكل بساطة إخضاع المنطقة لتكون تحت السيطرة الإسرائيلية، بالإضافة إلى أنها ستكون مورداً اقتصادياً هاماً للأردن، لطالما تطلعت للسيطرة عليه..
منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتتطلع الأردن إلى هذه المنطقة بعين الحسد، فهي تحوي حوض اليرموك المائي، الذي يغذي درعا والسويداء بالمياه العذبة، وهو للعلم، أكبر الأحواض المائية الصالحة للشرب في كل سوريا، بالإضافة إلى أنه في هذه المنطقة هناك سد الوحدة وعدد كبير من السدود في طفس وداعل ونوى والأشعري وغيرها من القرى، وجميعها يسيل لعاب الأردن عليها ومنذ فترة طويلة، وهو أمر يدركه كل من زار هذا البلد الفقير بالمياه، وماذا يعني هذا الأمر بالنسبة لهم..!!
من جهة أخرى، يظن الكثير من المدافعين عن هذا الاتفاق، أن إسرائيل أو الدول التي رسمت حدود هذه المنطقة، ستسمح بعودة عشرات آلاف اللاجئين إليها.. وهو وهم كبير، وأتحدى أي منهم أن يكون قد أخذ وعداً من هذه الدول بتحقيق هذا الأمر.. قد يرجع بعض أبناء القرى من المنطقة ذاتها، وبضمانات وكفلاء، أما الحديث عن عودة أعداد كبيرة من اللاجئين في الأردن، فهو مبالغ فيه، ويتم استخدامه لتبريد الاتفاق والمعارضين له..
أما النقطة الأخرى التي يتحجج بها المدافعون عن الاتفاق، ويعتبرونها انتصاراً، أنه يتضمن عدم وجود إيران في هذه المنطقة إطلاقاً، بينما لا يزعجهم ما صرح به رئيس الوفد الأمريكي في الأستانة، من أنه تم الاتفاق على أن الوجود الإيراني سيتمركز حول دمشق..!!
مما لا شك فيه، أن هناك منعطفاً كبيراً وخطيراً تمر به سوريا، ولا أقول الثورة السورية فقط، لأنه يخص مستقبل البلد كلها، هذا المنعطف سوف تبدأ ملامحه من الجنوب السوري، لكن لا زال حتى الآن الاتفاق بين الروس والأمريكان، غامضاً، ولم يتم الكشف سوى عن جزئية بسيطة منه، والتي تتعلق بالمنطقة الآمنة في الجنوب الغربي، وهدنة لوقف إطلاق النار، بينما هناك الكثير من النقاط الساخنة في هذا الموضوع، والتي من ضمنها فتح الحدود البرية مع الأردن، وما يشكله ذلك من إعادة تأهيل للنظام نحو البوابة الأردنية، بعد أن تم تأهيله، أو على وشك، عبر البوابة العراقية..
ولعل الأخطر من كل هذا وذاك، أن يكون ذلك مقدمة للتقسيم، ليس على العود أو الربابة، وإنما على أجزاء من أرواحنا، هذه المرة..

التعليق