اقتصاديات.. ألف دولار محروقة لـ "عمر السومة"
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 06 ايلول 2017 --
- 0 تعليقات
بحسب برنامج المكافآت الذي أعلنه النظام السوري، قبيل مباراة منتخبه مع المنتخب الإيراني، فإن عمر السومة، سوف يحصل الآن على 500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ألف دولار، عن الهدف الذي سجله في مرمى إيران.
المبلغ كبير وفق المقاييس السورية، لكنه ضئيل جداً وفق مقاييس عمر السومة، الذي كان يلعب في السعودية، وكان يستلم هناك عشرات آلاف الريالات، هذا عدا عن المكافآت على أهدافه الكثيرة مع الفريق الذي كان يلعب معه.. لكن كما يقولون: "زيادة الخير خيرين".
النظام السوري من جهته، رسم مشهداً، يعجز عنه الرسام الإيطالي الشهير "ليوناردو دافنشي".. ففي الوقت الذي سجل فيه عمر السومة، ابن مدينة دير الزور، الهدف، كانت قوات الجيش تفك الحصار عن مدينته، بينما يتصل بشار بالقوات المحاصرة هناك منذ عدة سنوات، ويهنئهم بالانتصار.
هذه اللوحة العجائبية، لا يمكن أن يرسمها إلا النظام السوري، وكأنه جرت مباحثات على أعلى المستويات مع الجانب الإيراني، من أجل أن يسجل عمر السومة هدفه في هذا التوقيت بالذات، ويتحول النصر الرياضي مع النصر العسكري، إلى ما يشبه حبوب "الكبتاغون" المخدر بالنسبة لأهالي دير الزور، حتى لا يقاوموا من أتى لفك الحصار عنهم..
النظام خائف من دير الزور، فهو يعلم أن أبناء هذه المحافظة، ومنذ ما قبل الثورة السورية، لا يحبونه، وهم بالأساس لا يعرفون استخدام كلمات التملق والتبجيل التي كان يستخدمها أغلب السوريين للحفاظ على سلامتهم من بطش النظام.. لذلك نلاحظ أن هناك تعاملاً خاصاً مع هذه المحافظة في وسائل إعلام النظام، من حيث تبشير الأهالي بالخير القادم إليهم مع دخول قوات جيشه إلى المدينة، وهو بالإضافة إلى ذلك، يريد أن يستخدم عمر السومة، كورقة مصالحة مع الماضي البائس لدير الزور.. كيف لا وهو من جلب الفرحة لسوريا بعد سبع سنوات من الحزن.. لكن ماذا عن الألف دولار التي ستمنح له، لمن سيهبها..؟، والأهم لمن سيهب النصر والفرحة التي جلبها لسوريا؟.. هذا ما تنتظر قوله وسائل إعلام النظام لدى وصول المنتخب إلى مطار دمشق الدولي.. توقعوا خبراً لافتاً يوم الغد أو بعده.. وعنوانه سوف يكون عمر السومة "ما غيرو"..!
التعليق