"المساكنة"، عندما تغدو حدثاً بارزاً في إعلام النظام


من بين المشاكل الكثيرة التي تواجه الشعب السوري في الداخل، والتي يأتي على رأسها المشاكل الأمنية والاقتصادية، اختار إعلام النظام موضوعاً غريباً على المجتمع وهو المساكنة. إذ قام مؤخراً بإعداد عدد من التقارير والاستطلاعات في الشوارع، مع الأخذ بآراء المختصين والقانونيين حول هذا الموضوع..

ويعتقد كل من يتابع التركيز على هذا الموضوع من قبل إعلام النظام، بأن هناك نسبة كبيرة من الشقق والبيوت في سوريا ملآى بشبان وفتيات يعيشون مع بعضهم البعض دون عقد زواج، ودافعهم لذلك، هو صعوبة الحياة المعاشية، وارتفاع تكاليف الزواج، بحسب إعلام النظام.

المستمع والقارئ والمشاهد، لهذه التقارير أيضاً، لا يعرف ما هي الفائدة منها، وما هي دوافع طرحها من قبل الإعلام وعلى هذا النحو المركز والكثيف والمكشوف، مع أنها مسألة لا تشغل بال أحد، ومن ترضى أن تعيش مع شاب في بيت واحد بدون عقد زواج، فهو شأنها الشخصي، ولم يكن المجتمع السوري يكترث كثيراً لهذا الأمر، لا قبل الثورة ولا بعدها.. وأساساً، يستطيع أي شاب وفتاة أن يعيشوا مع بعضهم البعض ويعلنوا في محيطهم أنهم متزوجون، دون أن يكونوا كذلك حقيقية، وينتهي في هذه الحالة الرفض الاجتماعي لهم، إذا كان هناك خشية من هذا الأمر.. لكن السؤال: ما الذي يدور في رأس إعلام النظام من طرح هذا الموضوع عدة مرات..؟!

باختصار، هذه عادة الأنظمة الديكتاتورية، إذ أنها غالباً ما تسمح بالتحلل الأخلاقي في المجتمع وذلك من أجل الانشغال عن المشاكل الواقعية التي تواجه الشباب، وبالذات الوضع السياسي.. وإذا ألقينا نظرة على المجتمعات التي تسمح بالإباحية الجنسية وتحميها قانونياً، سوف نجد أنها تقع أغلبها في الدول التي تحكمها أنظمة دكتاتورية ورجعية.. لذلك يسعى النظام السوري، لصرف انتباه الشباب السوري عن الانشغال بالشأن السياسي إلى شؤون أخرى أكثر إغراء بالنسبة له، لذلك قام مؤخراً بالترخيص لعدد كبير من "الكباريهات" في المدن السورية مع استقدام عارضات وراقصات من عدة دول ومنها أوروبية..

كما غض الطرف عن انتشار الحشيش والمخدرات وتعاطيها من قبل الشباب دون أن يقوم النظام بأية حملات لمكافحة هذه الآفة.. وكل ذلك من أجل أن يزيد من تحلل الشباب السوري، لكي تغدو السياسة آخر همه..

ألم تكن الثورة السورية هي ثورة الشباب والأطفال..؟

ترك تعليق

التعليق