اقتصاد "الكباريهات".. مصدر رزق جديد للنظام


لا يكاد أحد يصدق بأنه وسط كل الظروف الصعبة التي مرت على سوريا خلال السنوات السبع الماضية، فإن أماكن اللهو و"الرقص والفقش"، قد تضاعفت مرات عديدة، وبتسهيلات من النظام ذاته، والذي كشفت آخر البيانات الصادرة عنه، بأن مدينة جرمانا أصبحت أشبه بماخور كبير، لا يكاد يخلو شارع فيها من ملهى ليلي أو خمارة، يمارس فيها روادها حريتهم على حساب راحة الآخرين.

أهالي جرمانا، من جهتهم، تقدموا بشكاوي كثيرة للمحافظة ولأقسام الشرطة، يطلبون فيها بمكافحة هذه الأماكن التي حولت مدينتهم إلى مكان مشبوه وغير محترم بنظر الناس، هذا فضلاً عن الصخب الصادر عنها والتي تمنعهم من النوم ليلاً، وتحرمهم من التجول في مدينتهم بسبب غياب عوامل الأمان جراء انتشار الحشاشين والسكارى والبلطجية في أغلب الشوارع في الليل.

المفاجأة كانت، عندما دافعت محافظة ريف دمشق عن انتشار هذه الأماكن في مدينة جرمانا، واعترفت كذلك أن أغلبها غير مرخص ويعمل بأسلوب غض الطرف من قبل المحافظة ذاتها، إذ أشار عضو المكتب التنفيذي منير شعبان، إلى أن مدينة جرمانا يقطنها اليوم نحو 1.5 مليون نسمة، وهو ما يعادل عدد سكان حلب، حسب وصفه، لافتا إلى أنه من الطبيعي أن تتزايد أماكن اللهو من أجل تخديم هذا العدد الكبير من السكان.

واعترف شعبان كذلك، بعمليات استقدام عدد كبير من الراقصات من المغرب وعدد من الدول الأجنبية، وأن أغلبهن حصلن على الإقامات اللازمة، لكن دون السماح لهن بالعمل، وأنهن يعملن كذلك بأسلوب غض الطرف.

وحمّل شعبان المسؤولية للبلديات، كاشفاً عن وجود تواطؤ بينها وبين أصحاب المطاعم والملاهي، والذين يتمتع أغلبهم بنفوذ كبير، بحيث أن إغلاق محالهم لا يستغرق أكثر من شهر، ومن ثم يعودون إلى العمل من جديد وبنفس الوتيرة.

وبحسب متابعين، فإن عدد "الكباريهات" في مدينة جرمانا لوحدها، وصل إلى أكثر من 500 محل، أغلبها يعمل في النهار كمطعم عادي، وفي الليل يتحول إلى ملهى ليلي، بينما يستفيد النظام من هذه العملية، أن رجالاته يحصلون على الأتاوات من أصحاب هذه المحال، بالإضافة إلى توفير أماكن لإلهاء الشباب السوري وإغراقه بالملذات، حتى لا يهتم بالأوضاع الداخلية التي تزداد مأساوية.

ترك تعليق

التعليق