العراق: إعادة الإعمار بعد حرب تنظيم الدولة ستتكلف 88 مليار دولار


قال مسؤولون عراقيون في مؤتمر للمانحين الدوليين يوم الاثنين إن إعادة إعمار العراق بعد حرب دامت لثلاث سنوات على تنظيم الدولة الإسلامية ستتكلف 88.2 مليار دولار مع إعطاء الإسكان أولوية خاص.

ويجتمع مانحون ومستثمرون في الكويت هذا الأسبوع لمناقشة جهود إعادة بناء اقتصاد العراق والبنية التحتية بعد انتهاء صراع مدمر مع التنظيم المتشدد الذي سيطر على نحو ثلث أراضي البلاد.

وأعلن العراق النصر على الدولة الإسلامية في ديسمبر كانون الأول بعدما استعاد السيطرة على الأراضي التي استولى عليها مسلحو التنظيم في 2014 و2015.

وقال قصي عبد الفتاح المدير العام بوزارة التخطيط العراقية إن هناك حاجة إلى 22 مليار دولار في الأجل القصير و66 مليارا أخرى على المدى المتوسط دون أن يحدد أي إطار زمني.

وقال سلمان الجميلي وزير التخطيط العراقي إن إعادة البناء تعيد الأمل إلى العراق وإن إعادة الاستقرار بالعراق تحقق الاستقرار في دول المنطقة والعالم مضيفا أن إعادة البناء من هذا المنطلق مسؤولية المجتمع الدولي أيضا.

ونشر العراق قائمة بنحو 157 مشروعا سيسعى للحصول على استثمارات أجنبية لها خلال المؤتمر الذي يحضره ما يقرب من 1900 ممثل لحكومات أجنبية وشركات خاصة ومنظمات مجتمع مدني.

تشمل المشروعات إعادة بناء منشآت مدمرة من بينها مطار الموصل واستثمارات جديدة لتنويع موارد الاقتصاد المعتمد على النفط من خلال تطوير النقل والزراعة وصناعات تعتمد على ثروة البلاد من الطاقة مثل البتروكيماويات وتكرير النفط.

وسيكون إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس والطرق والشركات والاتصالات سبيلا لتوفير الوظائف للشبان وعودة مئات الآلاف من النازحين وإنهاء العنف السياسي والطائفي الذي استمر لسنوات طويلة.

وقال مصطفى الهيتي الذي يدير صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية في العراق إن نحو 138 ألف وحدة سكنية تضررت وأن النصف دُمر تماما.

وأضاف أنه لا يزال هناك نحو 2.5 مليون نازح عراقي بسبب المعارك.
مساعدة

قال مهدي العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي خلال المؤتمر إنه يمكن للدول مساعدة العراق بأن تكون ضامنة له لدى المقرضين بما يتيح حصوله على قروض ميسرة لتمويل مشروعات البنية التحتية مضيفا أن هناك مؤشرات أولية تفيد أن بعض الدول ستفعل ذلك.

لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الولايات المتحدة التي قادت تحالفا دوليا قدم دعما جويا مهما في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية لا تنوي التعهد بأي مبالغ لمؤتمر الكويت.

وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إن الفشل في مساعدة العراق قد يقود لعودة عدم الاستقرار.

وأضافت ”إذا لم يساعد المجتمع الدولي حكومة العراق لإعادة الاستقرار لهذه المناطق (التي دمرتها الحرب) فان المكاسب ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) قد تكون في خطر“.

وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن منظمات غير حكومية تعهدت بمبلغ 330 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في العراق يوم الاثنين. وتجتمع المنظمات غير الحكومية في مؤتمر مواز على هامش مؤتمر المانحين الدوليين في الكويت.

وقالت بغداد إنها عازمة على القضاء على التعقيدات الإدارية والفساد الذي يعوق الاستثمار. وتقول منظمة الشفافية الدولية إن العراق يحتل المركز العاشر على قائمة أكثر الدول فسادا في العالم.

وانفتح العراق على الاستثمار الأجنبي من جديد بعد غزو 2003 الذي قادته الولايات المتحدة لكن الأغلبية الساحقة من الاستثمارات التي قدرت بمليارات الدولارات ذهبت لإنتاج النفط والغاز الطبيعي.

وعانى العراق من العنف وعدم الاستقرار لعقود. فقد خاض حربا ضد إيران لمعظم سنوات عقد الثمانينيات وقاد غزوه الكويت في 1990 لحرب مع تحالف تقوده الولايات المتحدة وخضع البلد لعقوبات دولية لما يزيد على عشر سنوات.

وأطاح غزو 2003 بنظام صدام حسين وكان البلد عانى من نزيف دماء على مر السنين جراء الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة فضلا عن التوترات العرقية بين العرب والأكراد قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في 2014.

ترك تعليق

التعليق