على الرغم من تحرير كامل الشريط الحدودي، لماذا تأخر فتح طريق عفرين باتجاه إدلب؟
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 13 آذار 2018 --
- 0 تعليقات
ينتظر قرابة ثلاثة ملايين نسمة تقطن في إدلب بفارغ الصبر فتح طريق اعزاز - دارة عزة الذي يمر بالشريط الحدودي المحرر من عفرين. لكن يبدو أن انتظار الأهالي سيطول قليلاً نتيجة لظروف معينة تقف خلف حظر فتح الطريق. فما هي هذه الظروف؟
سابقاً، كانت المحروقات التي تعتبر عصب الحياة بالنسبة لإدلب تمر من مناطق سيطرة ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، إلى اعزاز، ومنها نحو إدلب عبر عفرين الخاضعة للسيطرة الكردية.
ومع انطلاق عملية غصن الزيتون التي يهدف الأتراك والجيش الحر من خلالها إلى السيطرة على كانتون كردي كبير، تتجاوز مساحته 4 آلاف كيلو متر، أُغلق أهم مصدر للمحروقات بالنسبة لمحافظة إدلب.
لكن عقب نجاح عملية غصن الزيتون في فرض السيطرة على كامل الخط الحدودي المحاذي لتركيا من عفرين توقع كثيرون فتح هذا الطريق الواصل بين اعزاز وإدلب. فلماذا لم يفتح الطريق؟
تعتقد مصادر مطلعة أن فتح طريق كهذا ليس بالأمر السهل. فهناك ترتيبات معينة تعتمد على نوع السلطات التي تدير درع الفرات وما حُرر من عفرين ومقارنتها بالإدارة الحالية لمحافظة إدلب.
"عبد القادر أبو يوسف"، من مكتب اعزاز الإعلامي، توقع خلال حديثه لـ "اقتصاد"، عدم فتح طريق عفرين إلا في حال انتهت عملية غصن الزيتون وحُررت المدينة. لكن وحتى لو انتهت المعركة فالموضوع ليس بهذه السهولة. فهناك ترتيبات أمنية وسياسية لدى الأتراك سيُفتح بعدها الطريق.
عدا عن الموضوع الجغرافي هناك بعد سياسي وهو الأهم. بمعنى: حتى لو تحررت عفرين ولم يتم التفاهم التركي مع الفصائل التي تدير إدلب لا يمكن لدرع الفرات وعفرين أن تُفتح على إدلب، إذ أن هناك تخوف من قبل الأتراك وفصائل درع الفرات من عمليات تسلل لتنظيم "الدولة الإسلامية" أو "تحرير الشام"، إلى المنطقة.
وفقاً لـ "عبد القادر"، الجانب الجغرافي مهم أيضاً. الطريق الذي ينطلق من اعزاز ماراً بكامل الشريط الحدودي باتجاه دارة عزة، ضيق ولا يتسع لكثافة المدنيين والسيارات، كما أنه غير آمن بشكل تام.
نعم، ربما تلجأ تركيا لفتح طريق بديل نحو إدلب في حال تم التوافق السياسي، يمر من كفرجنة - مريمين - ابين - عقيبة - كيمار - الباسوطة – الغزاوية، ويعتبر طريقاً بديلاً لتجنب المرور بعفرين. وكانت "قسد" سابقاً، تستخدمه كطريق احتياطي عندما يتم إغلاق الطريق الرئيسي الذي يمر من جانب مدينة عفرين، وهذا الطريق مغلق الآن كون نصف هذه المناطق لاتزال تحت سيطرة الأكراد.
في الخلاصة، فتح طريق درع الفرات – إدلب، يتوقف على انتهاء ملفين؛ الأول انتهاء عملية غصن الزيتون وتحرير عفرين، بينما يتوقف حل الملف الآخر على مدى جدية تفاهمات فصائل إدلب مع بعضها ومع الجانب التركي الذي يشرف على درع الفرات وعملية تحرير عفرين.

التعليق