النظام لا يزال يفكر بعقلية المؤسسة الاستهلاكية


طرحت حكومة النظام ما أسمته بالبطاقة الذكية والتي من خلالها يتم توزيع كميات المازوت المدعوم للأسرة السورية. وهو الأمر الذي رأت فيه وسائل الإعلام إنجازاً كبيراً، يتوافق مع توجهات بشار الأسد في محاربته للفساد الناتج عن عدم إيصال الدعم لمستحقيه.

ولم تتوانَ تلك الوسائل عن الاستعانة بعناوين براقة، في معرض حديثها عن هذه البطاقة الذكية، لدرجة وصل الأمر بموقع "سيرياستيبس" المدار بشكل مباشر من مخابرات النظام، إلى حد اعتبارها، أي البطاقة، بأنها لا تقل أهمية عن مشروع النهضة الماليزية، والذي رسم خطوطه العريضة الرئيس مهاتير محمد.

وكتب الموقع مقالاً، تتجاوز عدد كلماته الألف وخمسمائة كلمة، في وصف مزايا البطاقة الذكية ومعانيها بالنسبة للاقتصاد السوري، والوفورات التي ستحققها على خزينة الدولة والتي بدأت أولى بوادرها، من خلال تطبيقها ببعض المحافظات.

هذا الإسفاف من قبل الموقع، في إعطاء قضية أكثر مما تستحق، دفع المعلقين للتساؤل عن واقع البنزين والمازوت الذي تستهلكه سيارات الحكومة والمسؤولين، فهو من وجهة نظرهم رأس الفساد وهو من يجب أن تتوجه إليه أنظار الحكومة، وليس ما يستهلكه "المواطن" بقصد التدفئة..؟!

أما آخرون، فقد رأوا بأن النظام لا يزال غير قادر على الخروج من عقلية المؤسسة الاستهلاكية، وفكرة "البونات" التموينية، فهو يريد أن يقنع الناس بأنها اختراع، يشبه اختراع الصواريخ الفضائية.

ترك تعليق

التعليق