الأنتيكا والبحث عن الزئبق.. مهن بديلة في سوريا
- بواسطة ناصر علي - اقتصاد --
- 24 آذار 2019 --
- 0 تعليقات
قضت الحرب في سوريا على المهن الرئيسة في البلاد بسبب الدمار الذي ألحقته طائرات النظام وحلفائه بالبنية التحتية للمصانع والمعامل الكبرى، وحملات التعفيش والسرقة التي مارستها عصابات الشبيحة في طريقها نحو إعادة احتلال المناطق المحررة.
البيئة الجديدة هذه أعادت مهناً كان يُعتقد أنها انقرضت أو أن من يمارسونها قلة إما خارجة عن القانون أو تعمل في الظل، ولكنها فيما يبدو عادت لتكون مهنة الغالبية العاطلة عن العمل أو التي تبحث عن الرزق السريع وهم من يمتهنون الاحتيال بصورته البدائية.
أرزاق الأنتيكا
المهنة الأكثر شيوعاً والتي تختلط بأكاذيب كانت تشيع بين الناس عن الزئبق الأحمر والبلاتين، عادت إلى الواجهة مع أحلام المال السريع. ووفق صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية، فقد بدأ العاملون بهذه المهنة بالترويج لأنفسهم على أنهم شخصيات روحانية: "الضالعين الجدد في هذه المهنة بدأوا مهماتهم الجليلة بطرق كثيرة بعد الحرب، وتحولوا إلى شخصيات روحانية تدعوا للتفاؤل والعز والغنى، مستخدمين بذلك مصطلحات مثل الزئبق الأحمر، والبلاتين المخبئ في أجهزة التلفاز القديمة وماكينات الخياطة من نوع سنجر، والراديوهات العتيقة".
تعفيش مدروس
من التعفيش العشوائي الذي مارسته القوات الرديفة كما يحلو للنظام تسميتها وهم عصابات الدفاع الوطني وما شابهها، إلى البحث عن بضائع بعينها هي التي تأتي بالمال الكثير. ويروي أحدهم لذات الصحيفة ما يبحث عنه هؤلاء: "صادفت رجلاً في العقد الرابع من العمر يدور على دراجة نارية في الأرياف، باحثاً عن ماكينة سنجر، وتلفاز من نوع فيليبس قديم، وعندما استفسرت منه عن الغاية، أخبرني بعد إلحاح أن هذه الأجهزة مطلوبة لتجار كبار في المحافظة، وهم يبيعونها للخارج".
جبل السويداء الغني
في مدينة السويداء، تنشط مثل هذه الحكايات الخلبية عن تواجد هذه المواد السحرية وغالية السعر وينشط معها الباحثون عنها، والذين انتقلوا إلى القرى الجبلية، كما تقول الصحيفة على لسان أحد من التقتهم من العاملين فيها: "غالبية التجار تطلب منا البحث عن راديوهات قديمة، وصناديق نحاسية، وآلات متعددة مهما كان نوعها، ويركزون على ماكينات الخياطة، إضافة إلى النحاسيات والمسابح، وحتى الصماديات القديمة، وخاصة تلك المثقوبة أو التي تحمل صوراً قديمة".
البلاتين هو المعدن الذي يبحث عنه هؤلاء، ويبلغ سعر الغرام الواحد 10 آلاف ليرة سورية، والصندوق القديم الذي يبحث عنه التاجر يصل سعره إلى مليون ليرة.
زئبق أحمر لسحرة المغرب
كذلك تدور الأحاديث عن قطعة غالية الثمن في ماكينة (سنجر) ألمانية الصنع، بالرغم من معرفة الناس بكذب الرواية هذه، إلا أن البعض ما زال ينخدع بها، ولكن اللعبة الأكثر كذباً هي البحث عن الزئبق الأحمر الموجود في مؤشرات الراديوهات القديمة التي تباع للسحرة في المغرب لاستخدامه في استحضار الجن.
قصور مدمرة في ريف دمشق
في ريف دمشق الغربي، وفي القرى المحاذية لجبل الشيخ، مهنة جديدة قديمة تستعمل فيها كل الوسائل السابقة، والعاملون فيها هم من اللصوص مع بعض الحالمين بالمال السريع والكثير. يقول (م. د) لـ "اقتصاد": "أحد أهم القصور القديمة في جبل الشيخ يُعتقد أنه يحوي آثاراً قديمة وكنوزاً مرصودة بالجان، ولذلك يتم الحفر اليدوي لمجموعات على علاقة بالأمن وتستخدم لذلك عمالاً عاديين بأجور يومية قليلة".
يتابع محدثنا عن الغاية من هذه الحفريات: "ليست الآثار هي الهدف الوحيد هناك ما تعرف بالطمريات التي تحوي ليرات ذهبية، وهذه تحتاج إلى أدلاء يمارسون الشعوذة والسحر بالبحث عنها، وبعضهم يعمل من بعيد مع هؤلاء وحتى الآن لم يجدوا شيئاً لكنهم يبحثون بجدية".
الجدير بالذكر أن مناطق واسعة من ريفي دمشق الغربي والشرقي قد تعرضت للنهب والسرقة أيام الأسد الأب والابن بشكل أكبر، ويذكر أهالي الغوطة الشرقية زمن رفعت الأسد أن ما يعرف بتل فرزات في الغوطة الشرقية قد تمركزت به قوات تابعة لسرايا الدفاع وبحجة سرّية ما تفعله، منعت الأهالي من الاقتراب منه، وبعد عشرة أيام انسحبت لتترك فراغات كبيرة في التل حيث سحبت بالجرافات ألواحاً أثرية رومانية وسواها من الآثار التي تحويها منطقة التل الزاخرة بها، وهذا ما حصل في أماكن كثيرة في مناطق سورية عديدة.
البيئة الجديدة هذه أعادت مهناً كان يُعتقد أنها انقرضت أو أن من يمارسونها قلة إما خارجة عن القانون أو تعمل في الظل، ولكنها فيما يبدو عادت لتكون مهنة الغالبية العاطلة عن العمل أو التي تبحث عن الرزق السريع وهم من يمتهنون الاحتيال بصورته البدائية.
أرزاق الأنتيكا
المهنة الأكثر شيوعاً والتي تختلط بأكاذيب كانت تشيع بين الناس عن الزئبق الأحمر والبلاتين، عادت إلى الواجهة مع أحلام المال السريع. ووفق صحيفة "صاحبة الجلالة" الموالية، فقد بدأ العاملون بهذه المهنة بالترويج لأنفسهم على أنهم شخصيات روحانية: "الضالعين الجدد في هذه المهنة بدأوا مهماتهم الجليلة بطرق كثيرة بعد الحرب، وتحولوا إلى شخصيات روحانية تدعوا للتفاؤل والعز والغنى، مستخدمين بذلك مصطلحات مثل الزئبق الأحمر، والبلاتين المخبئ في أجهزة التلفاز القديمة وماكينات الخياطة من نوع سنجر، والراديوهات العتيقة".
تعفيش مدروس
من التعفيش العشوائي الذي مارسته القوات الرديفة كما يحلو للنظام تسميتها وهم عصابات الدفاع الوطني وما شابهها، إلى البحث عن بضائع بعينها هي التي تأتي بالمال الكثير. ويروي أحدهم لذات الصحيفة ما يبحث عنه هؤلاء: "صادفت رجلاً في العقد الرابع من العمر يدور على دراجة نارية في الأرياف، باحثاً عن ماكينة سنجر، وتلفاز من نوع فيليبس قديم، وعندما استفسرت منه عن الغاية، أخبرني بعد إلحاح أن هذه الأجهزة مطلوبة لتجار كبار في المحافظة، وهم يبيعونها للخارج".
جبل السويداء الغني
في مدينة السويداء، تنشط مثل هذه الحكايات الخلبية عن تواجد هذه المواد السحرية وغالية السعر وينشط معها الباحثون عنها، والذين انتقلوا إلى القرى الجبلية، كما تقول الصحيفة على لسان أحد من التقتهم من العاملين فيها: "غالبية التجار تطلب منا البحث عن راديوهات قديمة، وصناديق نحاسية، وآلات متعددة مهما كان نوعها، ويركزون على ماكينات الخياطة، إضافة إلى النحاسيات والمسابح، وحتى الصماديات القديمة، وخاصة تلك المثقوبة أو التي تحمل صوراً قديمة".
البلاتين هو المعدن الذي يبحث عنه هؤلاء، ويبلغ سعر الغرام الواحد 10 آلاف ليرة سورية، والصندوق القديم الذي يبحث عنه التاجر يصل سعره إلى مليون ليرة.
زئبق أحمر لسحرة المغرب
كذلك تدور الأحاديث عن قطعة غالية الثمن في ماكينة (سنجر) ألمانية الصنع، بالرغم من معرفة الناس بكذب الرواية هذه، إلا أن البعض ما زال ينخدع بها، ولكن اللعبة الأكثر كذباً هي البحث عن الزئبق الأحمر الموجود في مؤشرات الراديوهات القديمة التي تباع للسحرة في المغرب لاستخدامه في استحضار الجن.
قصور مدمرة في ريف دمشق
في ريف دمشق الغربي، وفي القرى المحاذية لجبل الشيخ، مهنة جديدة قديمة تستعمل فيها كل الوسائل السابقة، والعاملون فيها هم من اللصوص مع بعض الحالمين بالمال السريع والكثير. يقول (م. د) لـ "اقتصاد": "أحد أهم القصور القديمة في جبل الشيخ يُعتقد أنه يحوي آثاراً قديمة وكنوزاً مرصودة بالجان، ولذلك يتم الحفر اليدوي لمجموعات على علاقة بالأمن وتستخدم لذلك عمالاً عاديين بأجور يومية قليلة".
يتابع محدثنا عن الغاية من هذه الحفريات: "ليست الآثار هي الهدف الوحيد هناك ما تعرف بالطمريات التي تحوي ليرات ذهبية، وهذه تحتاج إلى أدلاء يمارسون الشعوذة والسحر بالبحث عنها، وبعضهم يعمل من بعيد مع هؤلاء وحتى الآن لم يجدوا شيئاً لكنهم يبحثون بجدية".
الجدير بالذكر أن مناطق واسعة من ريفي دمشق الغربي والشرقي قد تعرضت للنهب والسرقة أيام الأسد الأب والابن بشكل أكبر، ويذكر أهالي الغوطة الشرقية زمن رفعت الأسد أن ما يعرف بتل فرزات في الغوطة الشرقية قد تمركزت به قوات تابعة لسرايا الدفاع وبحجة سرّية ما تفعله، منعت الأهالي من الاقتراب منه، وبعد عشرة أيام انسحبت لتترك فراغات كبيرة في التل حيث سحبت بالجرافات ألواحاً أثرية رومانية وسواها من الآثار التي تحويها منطقة التل الزاخرة بها، وهذا ما حصل في أماكن كثيرة في مناطق سورية عديدة.
التعليق