السوريون عن وجبة سحورهم: "بلاها"


بعد أن انقضى ثلثي رمضان الكريم، واستصرخ السوريون في هذا الوقت الجليل ربهم ليساعدهم على تأمين افطار كريم لا يزيد من أعبائهم خصوصاً أن العباد غايتهم القصوى ليس أصناف الطعام، وإن كانت الأخيرة في أقل ما اشتهت نفوسهم وبطونهم المتعبة.

للسحور عادات

لأنها وجبة يستعين بها الصائم على نهاره الحار الطويل تستوجب نوعية خاصة من الغذاء الذي يحتوي على السكريات والنشويات، وبعض العصائر والفواكه الموسمية التي عادة ما ترافق هذا الشهر.

الأجبان بأنواعها ومشتقات الحليب والمربيات والزيتون هي طاولة السحور الخفيفة الغنية، ولكنها منذ سنوات باتت توصف بالغالية والتي بالكاد يمكن تدبر أصنافها في ظل الغلاء الكبير، وكذلك البطيخ والمشمش والتمور، وأما العصائر فتختلف بحسب الأذواق وهي يومية ويمكن أن تحضر في وجبتي الفطور والسحور.

تكلفة كبيرة
 
ليكون السحور جاهزاً تشتري الأسر السورية كميات جيدة من الأجبان (الشلل والبلدي والحلوم..) واللبن المصفى، والحلاوة، والزعتر، ولكن تقول "أم محمد" إن الغلاء جعلها تختصر في هذه الأصناف: "كيلو اللبن المصفى (اللبنة) بـ 1000 ليرة ويمكن أن تتناول العائلة قليلة العدد نصف كيلو، والبيض وصل بأول الشهر إلى 1100 للصحن، والزيتون ما بين 700- 1000 ليرة بأنواعه المختلفة".

تلفزيون الخبر الموالي نشر مادة حول السحور السوري وتكلفته المرتفعة على المواطن مذكراً بالمقادير الصغيرة التي تنهك كاهل الموظف والعامل العادي ذي الدخل المنخفض: "فإذا اكتفى ‏أفراد أسرة من خمسة أشخاص بربع كيلو جبنة بـ 300 ليرة، ونصف كيلو لبنة بـ 500 ‏ليرة، وبعض الزيتون الذي لن يقل سعره عن 400 ليرة، وصل المجموع المبدئي إلى ‏‏1200 ليرة".

أما إذا دخل البيض في وجبة السحور فستضاف تكلفة جديدة حسب التلفزيون الموالي: "ومن المعروف أن البيض عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في وجبة السحور، حيث ‏أنه يساعد على تحمل الجوع لفترات طويلة، فخمس بيضات ستضيف 200 ليرة إلى ‏الوجبة، ومع الخبز والشاي وزيت الزيتون والسكر، ستصل كلفة وجبة السحور كاملة إلى ‏حوالي 3000 ليرة سورية".

الدلال مكلف

الدلال في وجبة السحور يعني إضافة عصائر مختلفة غالية السعر وبعض الحلويات والكعك وهذا ما قد يرفع من تكلفة السحور إلى 5000 ليرة كما يقول تلفزيون الخبر.

كيلو الكعك السادة يصل إلى 800 ليرة سورية، وأما المغمس بالسمسم وحبة البركة فهو بين 900-1100 ليرة، وقطعة الكروسان بالجبن أو الشوكولا 150 ليرة، وأما المعروك المحشي بالتمر فالقطعة 200 ليرة، وهذا الدلال لا يجوز بالنسبة لسوري وسطي راتبه 35000 ليرة.

"بلاها"

مصطلح سوري ردده البعض على مسامعنا ليتخلص من هذه التفاصيل المتعبة عن التكاليف والأسعار التي توقف القلب كما وصفها "خالد . ي" لـ "اقتصاد": "بلاها.. وجبة السحور وإن كانت ضرورية، وممكن تزعجك إذا بدك تفيق ع الدوام".

ببساطة يرى هؤلاء أن امكانية التخلي عن السحور ممكنة، ويمكن تعويضها بعشاء خفيف متأخر من الحواضر البيتية التي كانت فطورهم قبل رمضان.

وكانت بعض صحف النظام قد انتقدت تكاليف الافطار الغالية التي تعادل ثلث راتب الموظف العادي وهم أغلبية موظفي النظام، وأما بالنسبة لبقية شرائح المجتمع من الغالبية فهي تلهث لأجل يومية تبقيهم على قيد الحياة، مقابل شريحة ضيئلة تتلذذ بما طاب ولذ، وتدفع عشرات الألوف في المطاعم والمتنزهات.

ترك تعليق

التعليق