صناعة "قمر الدين".. سرّ نجاح باهر حققه شاب سوري في الأردن


نقل الشاب السوري "حازم ياسين" صناعة "قمر الدين" الشامية العريقة إلى الأردن التي جاءها هرباً من الحرب عام 2014، وخلال سنوات قليلة تمكن الشاب المتحدّر من مدينة دوما، أن يُنشى مصنعاً تصل طاقته الانتاجية إلى حوالي 1 طن في اليوم، ويوزع منتوجه في كافة أنحاء المملكة إضافة إلى السعودية والعراق والكويت.

 ويُصنع قمر الدين من ثمار المشمش التي تقطف من نبات شجري يصل طوله إلى حوالي 15 متراً وتتميز أشجار المشمش بإزهارها في موسم الربيع وفي الصيف تنضج الثمار معطية لوناً برتقالياً ذهبياً جميلاً. وبعد تجفيف عصير ثمار المشمش يتم صبه في صحون كبيرة أو على ألواح خشبية ملساء مدهونة بزيت الزيتون بعد غليه على النار، ثم يُترك ليجف تحت الشمس ويتم تقطيعه إلى قطع مستطيلة أو مربعة لتغلف على شكل طبقات.


 ونظراً لعدم توفر مساحات لتجفيف المشمش لجأ الشاب الثلاثيني إلى استخدام أفران تجفيف كبيرة مستعيضاً بها عن حرارة الشمس.

تعلم "حازم"، 29 سنة، مهنة صناعة قمر الدين في مدينة عربين بغوطة دمشق، التي اشتهرت بهذه الصناعة، وذلك على يد معلمين مهرة، ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، ومنهم كما يروي لـ"اقتصاد"، مالك شركة البادية "أبو عبد العزيز سكر".


ويسترجع محدثنا مراحل تصنيع قمر الدين التي كانت تقوم على جلب فاكهة المشمش من المزارع ويتم تنقيتها وغسلها ثم توضع بغرف يطلق عليها أصحاب المعامل بعربين بالباخورة لمدة يوم ثم تنقل إلى مكنات العصر والتصفية ثم يتم سكب العصير المشمش المصفى في أحواض ويتم وضع ماده الجلكوز عيار (٢٨) ومواد حافظة كـ "سلفيت" و"سوربات" و"البنزوات" له، وتخلط جيداً ويتم وضع ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون ويسكب العصير الجاهز على هذه الألواح لينشر تحت الشمس لمدة يومين أو ثلاثة أيام.


بعد لجوئه إلى الأردن تمكن حازم من جلب آلات عصر المشمش معه وأنشأ ورشة صغيرة يكسب منها قوت يومه مع أسرته في ظروف اللجوء الصعبة، معتمداً على خبرته الطويلة في هذه الصنعة، ووجد-كما يقول- أن صناعة قمر الدين غير معروفة في الأردن، حيث يعتمد الأردنيون على الاستيراد من سوريا وغيرها من البلدان وكان هذا مشجعاً له على البدء بمشروعه بالإضافة إلى التسهيلات التي مُنحت له من قبل الحكومة الأردنية.


ولفت محدثنا إلى أنه بدأ مشروعه بتجفيف المشمش تحت الشمس بكميات قليلة ولكن أنظمة التصنيع في الأردن تمنع هذه الطريقة لأن مناخ المملكة صحراوي وفيه غبار وغير مستقر كما هو مناخ الغوطة مما اضطره لتغيير طريقة العمل وشراء أفران كبيرة، وقام بتفصيل قوالب صغيرة لتقوم مقام التجفيف الطبيعي تحت أشعة الشمس، وتمكن خلال أشهر قليلة-حسب قوله- من أن يحقق نجاحاً غير متوقع وخصوصاً أن السوق الأردني كان متعطشاً لاستهلاك هذه المادة بعد إغلاق الحدود مع سوريا.
 


وعمل الصناعي الشاب على توفير المادة الأولية وهي المشمش من مزارع في مدن الرمثا وإربد والمفرق والديسة، وبدأ بتوزيع منتوجاته في السوق الأردني من خلال مؤسسات التموين والأسواق فقط.

 ويشرف حازم على العديد من العمال السوريين والأردنيين في شركته وهم 4 شبان و16 فتاة، 4 منهم على قبع قمر الدين الجاهز، وفتاة على دهن زيت الزيتون، والباقي تعبئة وتغليف.


 وينتج حازم من خلال شركته التي تتخذ من عمان مقراً لها –كما يقول- العديد من الأصناف التجارية ومنها "الريان" و"بنت الضيعة" و"الباشا" و"والزرافة" و"جمل الشام"، مضيفاً أنه يقوم بخزن ما يقرب الـ 80 إلى 100 طن كل عام لتلبية حاجة السوق الأردني في رمضان.



ترك تعليق

التعليق