لماذا فَطِن الأسد فجأة إلى "الفاسدين" في نظامه؟


لا يكاد يمر أسبوع إلا وتتداول وسائل إعلام موالية للنظام أخباراً جديدة عن قضية فساد مالي، أبطالها مسؤولون حكوميون، وآخرهم وزير التربية السابق هزوان الوز، وزوجته إيرينا الوز، التي تحمل الجنسية الأوكرانية.

ومن المرتقب ظهور أسماء جديدة بعد توعد رئيس الوزراء عماد خميس أمام مجلس شعب النظام، بالكشف تباعاً عن المتورطين بقضايا فساد مالي، الأمر الذي طرح تساؤلات عدة حول اختيار النظام لهذا التوقيت؟

رسائل للموالين

من جانبه، تحدث الباحث بالشأن الاقتصادي يونس الكريم، عن رسائل يريد النظام إيصالها من خلال حديثه عن مكافحة الفساد، منها ما هو موجه للموالين في الداخل، ومنها لجهات خارجية.

وأوضح لـ"اقتصاد"، أن نظام الأسد يحاول تحميل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تسود مناطقه إلى فساد بعض المسؤولين، ليخلي مسؤوليته أمام الأوساط الموالية التي ارتفع منسوب الغضب والنقمة لديها بسبب الفقر الشديد.

وإلى جانب ذلك، يحاول الأسد، قطع الطريق كذلك على المطالب بتحسين الوضع المعيشي، والحديث للكريم، الذي أضاف أن "النظام يقول بالصوت العالي لا تطلبوا مني شيئاً، واستعدوا للأصعب، لأن المؤامرة الكونية ما زالت قائمة".

وفي نفس السياق، قال الكريم إن تدني سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع التضخم إلى مستويات مخيفة، جعل من الصعب على المواطن أن يتدبر نفقات يومه، ولذلك يحاول النظام تشتيت الانتباه، وصرف الأنظار عن السياسات التي تسببت بما وصل إليه الحال الاقتصادي في سوريا.

من جانب آخر، لفت الباحث إلى توجه من جانب النظام لخصخصة قطاع التعليم في سوريا، متسائلاً هل يأتي الحديث عن سرقة التربية لدعم هذا التوجه؟

محاربة أمراء الحرب

وبالتوازي مع ذلك، يشير الكريم إلى رغبة النظام في القضاء على أمراء الحرب الذين استطاعوا الاستحواذ على ثروات طائلة نتيجة الظروف السائدة.

وقال: "كان النظام، قبل هذا الوقت، لا يستطيع محاسبة أحد، لأنه بحاجة الفاسد وغير الفاسد. واليوم مع برود الجبهات، بدأ بمحاسبة هؤلاء، وخصوصاً من الذين تجاوزا التعليمات في وقت سابق".

قطع الطريق على الروس

ومن المؤكد وفق الكريم، أن حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن انتهاء الحرب في سوريا، أربك النظام، وأدخله في دوامة جديدة من الحسابات، وبدأ على الفور بالتضييق على رجالات الاقتصاد الذين لهم صلة بروسيا، و"هزوان الوز" على رأسهم، وفق تأكيد الكريم.

ومتفقاً مع الكريم، أشار الكاتب الصحفي زياد الريّس بعين الريبة إلى صلة الوزير الوز بروسيا، مبيناً أن "الوز درس في الجامعات الروسية، وبدأ أعماله التجارية من هناك".

وأضاف لـ"اقتصاد" أن مخطط النظام واضح، حيث سيقوم الأخير بالتصعيد لضرب كل الشخصيات الاقتصادية التي يُشك بأن لها صلات خارجية، مع روسيا أو غيرها.

وقال الريّس، إن المرحلة اللاحقة ستشهد زيادة في وتيرة المحاسبة من جانب النظام، وغالباً سيتم محاسبة كل شخص لديه كتلة مالية يخشى من تأثيرها في المراحل اللاحقة.

ترك تعليق

التعليق