شركة أجنحة الشام للطيران.. لـ "رامي مخلوف"، أم لـ "عصام شموط"؟


رغم كل محاولات النظام لترسيخ اسم "عصام شموط" على أنه المالك لشركة "أجنحة الشام" للطيران، إلا أنك لو سألت أي يافع في سوريا، عن مالك الشركة الحقيقي، لقال لك وبلا تردد، إنه رامي مخلوف.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يتحرج النظام من إعلان ملكية رامي مخلوف للشركة، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى نهاية العام 2007، في الوقت الذي لم يكن يخفي فيه أنشطة مخلوف واستثماراته في مجال الاتصالات والبنوك وشركات التأمين والسياحة والعقارات والأسواق الحرة..؟

هذا السؤال بحثنا عنه كثيراً، لدى العديد من المتابعين والمهتمين بالشأن الاقتصادي السوري، والذين أكدوا بأن "عصام شموط"، هو رئيس مجلس إدارة الشركة، لكنه بنفس الوقت يملك حصة معلنة فيها، بقيمة 210 مليون ليرة، بينما باقي الحصص غير معلنة، والتي يعتقد بأنها تعود إلى رامي مخلوف.

وعدا ذلك، فإن اهتمام وسائل إعلام النظام بشركة أجنحة الشام للطيران، دون سواها من شركات الطيران الخاصة التي تم افتتاحها في العام 2008، ثم جرى التضييق عليها وإغلاقها وسحب الترخيص منها بعد ذلك، بالإضافة إلى وصف "أجنحة الشام" بالناقل الوطني الثاني من قبل وسائل إعلام النظام، في إشارة إلى الناقل الوطني الأول، الذي هو شركة الطيران الحكومية، هو ما يجعل الكثيرين يوقنون أن مالك الشركة الحقيقي هو رامي مخلوف، وليس عصام شموط، لأنه لم يسبق للإعلام الحكومي أن أولى اهتماماً لشركة قطاع خاص مثلما هو حاصل مع شركة أجنحة الشام، حيث أن إعلاناتها وأخبارها تملأ مواقع النظام الإعلامية، بما فيها موقع وكالة سانا، الذي جرت العادة ألا يعلن إلا لشركات القطاع العام.

وبالعودة إلى السؤال في البداية عن سبب إنكار النظام لملكية رامي مخلوف للشركة، فهو يعود على الأغلب، إلى عمليات البلطجة العلنية التي تم ممارستها على شركات الطيران الخاصة التي فكرت بالعمل في السوق السورية.. فبحسب بيانات وزارة التجارة الداخلية، تم طلب الترخيص لأكثر من ثماني شركات طيران خاصة منذ العام 2007، لكن لم يتم الترخيص سوى لشركتين، إحداهما أجنحة الشام، والثانية تم إغلاقها وسحب الترخيص منها، على الرغم من أنها عملت لفترة قصيرة، لكن تم اتهامها بأنها غير جاهزة من الناحية الفنية والتقنية لتسيير رحلات طيران.

ويشير الكثير من المراقبين إلى أن أرباح شركة أجنحة الشام للطيران، كانت هائلة ومنذ تسيير أول رحلة لها إلى بغداد ومن ثم الى شرم الشيخ، نهاية العام 2007، وذلك بسبب الصعوبات التي تعانيها الشركة السورية للطيران الحكومية، المعاقبة أمريكياً، منذ العام 2005، في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، واتهام النظام السوري بضلوعه في هذا الاغتيال.

لقد سيطرت شركة أجنحة الشام للطيران، على سوق النقل الجوي السوري، منذ العام 2008 وحتى اليوم، على الرغم من أنها لا تمتلك سوى أربع طائرات مستأجرة، وفي بعض الأحيان يصل العدد إلى ست طائرات.

ولعبت الشركة كذلك دوراً كبيراً في نقل المقاتلين الأجانب الشيعة من العراق وإيران، إلى سوريا، بعد الثورة السورية في العام 2011، وهي لاتزال إلى اليوم تمتلك رحلات مستمرة بين عدد من المدن الشيعية المركزية، مثل كربلاء والنجف وقم في إيران، بالإضافة إلى المطارات الرئيسية في هذين البلدين. وهي تبرر وجود مثل هذه الرحلات الكثيرة، بأنها تنقل الحجاج لزيارة "العتبات المقدسة" في سوريا، وفق تعبيرها.

الغريب في الأمر، أن العقوبات الأمريكية والأوروبية، لم تطل أبداً شركة أجنحة الشام للطيران، كونها غير مسجلة باسم رامي مخلوف، الذي جرى معاقبته، وهو ما دفع الشركة للتوسع في رحلاتها، إلى أن أعلنت مؤخراً عن تسيير رحلات بين المدن الألمانية ودمشق، عبر مطار بيروت الدولي.

كما ودخلت طائرات الشركة إلى أغلب الدول العربية الخليجية، ومصر وتونس، ولبنان، والعراق، والسودان، باستثناء الأردن، الدولة الوحيدة التي رفضت استقبال طائرات أجنحة الشام على مطاراتها.

كما وتسير الشركة رحلات إلى المدن الروسية وتركيا، فضلاً عن الرحلات الداخلية بين المدن السورية، والتي جنت منها أرباحاً طائلة في السنوات السابقة، نتيجة للأوضاع الأمنية، التي كانت تحول دون تنقل الناس بين المدن البعيدة، وبالذات القامشلي واللاذقية وحلب.

وبعد العرض السابق، هل بقي لدينا شك، بأن أجنحة الشام للطيران، ليست لرامي مخلوف، المدير التنفيذي لأموال عائلة بشار الأسد ، وأن عصام شموط ليس إلا واجهة للشركة..؟!

ترك تعليق

التعليق