عقبات ترافق استلام المنحة الشتوية للاجئين السوريين في مصر


في كل عام، ومع دخول فصل الشتاء، تقدم مفوضية اللاجئين في مصر منحة مالية، تدعى منحة الشتاء، لمعظم الأسر السورية المسجلة لدى مفوضية اللاجئين، وتبلغ قيمة المنحة 600 جنيه مصري للشخص الواحد (حوالي 37.5 دولار)، تصرف من أي مركز بريد في مصر.

وفي هذا العام، أرسلت مفوضية اللاجئين في مصر للمستفيدين رسائل نصية على هواتفهم تعلمهم بصرف المنحة خلال أسبوعين وتنتهي هذه المدة بتاريخ 31/12/2019. وقد تلقى موقع "اقتصاد" عدة شكاوى من سوريين مقيمين في مصر حول عقبات تواجههم في صرف منحة هذا العام، وهذا ما سنقوم باستعراضه في هذا التقرير.

عدم الدقة في وصول الرسائل للمستفيدين من المنحة

حدثنا "أبو راغب" وهو سوري مقيم في مدينة نصر عن تجربته بالقول: "في كل عام تصلني رسالة بالتوجه لأقرب مركز بريد مصري لاستلام المنحة وهذا ما حصل معي هذا العام، راجعت مركز البريد في مكان إقامتي في مدينة نصر لاستلام المنحة والتي تبلغ 2400 جنيه مصري حيث تتكون عائلتي من أربعة أِشخاص، ولكن أبلغني الموظف أنه لا يوجد أي حوالة باسمي على الرغم من استلامي لرسالة تفيد باستفادتي منها، وحاولت الاتصال بالمفوضية ولكن خلال هذه الأيام هناك عطلة الميلاد ورأس السنة والمفوضية مكاتبها مغلقة بسبب الأعياد، ولم يتبق إلا أيام قليلة وتنتهي مدة صرف المنحة وأخشى أن تنتهي المدة دون أن أعالج المشكلة وأتمكن من استلام المنحة".

ويكمل أبو راغب بالقول: "هذا العام المدة المحددة لصرف المنحة قليلة، ويتخللها الكثير من العطل الرسمية، وأثناء مراجعتي مراكز البريد وجدت بعض السوريين ممن لم تصلهم رسالة من المفوضية، راجعوا مراكز البريد ليجدوا أسمائهم بين المستفيدين واستلموا المنحة، وآخرين مثل حالتي وصلتهم رسالة من المفوضية ولكن عند مراجعتهم البريد لم يجدوا أي حوالة من المفوضية باسمهم".

عقبات في استلام المنحة من مراكز البريد

لم تكن مشكلة بعض السوريين فقط في استلامهم الرسالة من المفوضية، وإنما تجاوزتها لعقبات في استلامها من بعض مراكز البريد. وقد حدثتنا السيدة ثناء عن تجربتها بالقول: "استلمت رسالة المفوضية وتوجهت إلى قسم بريد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر، وأعطيت الموظف الكرت الأصفر الخاص بي وقام بأخذ بصمة عيني ليبلغني أنه لا يوجد حوالة باسمي بموجب بصمة العين على الرغم من استلامي للرسالة. هذا حصل معي ومع عدد من السوريين الذين كانوا معي، بعدها ذهبت إلى قسم بريد الحي السادس بأكتوبر ولم يأخذ الموظف بصمة العين، إنما تأكد من الصورة على الكرت الأصفر ورقم الملف، وبعدها سلمني قيمة المنحة وبناء على تجربتي أنصح السوريين المقيمين في مدينة السادس من أكتوبر بمراجعة مركز الحي السادس لاستلام المنحة".

عائلات محرومة من المنحة الشتوية

على الجانب الآخر توجد عائلات سورية لم تصلها رسالة لاستلام المنحة، وعند مراجعتها مراكز البريد لم تجد اسماً لها بين المستفيدين وقد حدثتنا السيدة ابتسام عن حالتها بالقول: "في كل عام كانت تصلني رسالة لاستلام المنحة الشتوية من المفوضية وهذا العام لم تصلني رسالة، وعلى الرغم من ذلك قرأت على مجموعات السوريين في وسائل التواصل الاجتماعي في مصر أن هناك من استلم المنحة على الرغم من عدم استلامه رسالة من المفوضية، لذلك راجعت مركز البريد وأبلغني الموظف أنه لا يوجد منحة شتوية باسمي ولكن هناك المنحة الدراسية للفصل الثاني قد وصلت من المفوضية باسمي ويمكنني استلامها، وبالفعل استلمتها على الرغم من أن المفوضية لم ترسل رسالة ببدء صرفها، ولم تعلن على صفحتها على فيسبوك عن ذلك، ولكن هذا ما حصل معي ومع عدد من جيراني ولولا مراجعتنا للبريد لاستلام المنحة الشتوية ربما كنا سنفقد فرصة استلام المنحة الدراسية".

مناشدات لتمديد مدة استلام المنحة

"اقتصاد" التقى بالمحامي المصري المهتم بقضايا السوريين في مصر، عصام حامد، لاستطلاع رأيه. وقد حدثنا قائلاً: "بالفعل وردتني عدة اتصالات واستفسارات من سوريين مسجلين لدى مفوضية اللاجئين في مصر حول المنحة الشتوية، وتابعت على مجموعات التواصل الاجتماعي للسوريين في مصر الكثير من منشورات وتعليقات عن تجاربهم، وأن بعض العائلات التي وصلتها رسائل ولدى مراجعتها مراكز البريد لم تجد لها أي حوالة باسمها، وعلى النقيض يوجد عائلات لم تصلها رسائل لكنها استلمت المنحة، ويمكن في هذه الحالة لمن وصلته رسالة ولم يجد حوالة باسمه أن يتصل بمفوضية اللاجئين على أرقام هواتفها في ساعات العمل وأيام الدوام الرسمي للمفوضية، وابلاغهم بالمشكلة ليقوموا بمعالجة المشكلة ولكن مع وجود عطلة عيد الميلاد في 25 و26 الشهر الحالي، وبعدها يومي عطلة الجمعة والسبت يتبعها عطلة رأس السنة  ستكون المفوضية مغلقة، ولا تستقبل اتصالات لذلك أرجو من المفوضية أن تمدد المنحة أسبوعاً أو أسبوعين آخرين لمعالجة شكاوى من لم يتمكن من استلام المنحة".

ويختم حامد: "باعتقادي من لم تصله رسالة وقام باستلام المنحة غالباً قام بتغيير رقم هاتفه، ولم يحدّث رقمه الجديد لدى المفوضية لذلك لم تصله الرسالة على رقمه الجديد. وكل من لمن تصله رسالة لاستلام المنحة أنصحه بالاتصال بالمفوضية وتقديم شكوى لديها بهذا الخصوص".

ترك تعليق

التعليق