هل هو قصر خدام؟.. إعلان بيع بسعر خيالي يثير الجدل


نشرت صفحة لبيع العقارات في سوريا، إعلاناً لبيع عقارٍ في مدينة بانياس، على الساحل السوري، بسعرٍ خيالي، وفق المعايير السورية.

العقار المعروض، هو فيلا ضخمة، مطلة على البحر، بمساحة تقارب الـ 5 آلاف متر مربع، مقامة على أرض مساحتها 18 دونم، أملاك خاصة، و10 دونمات إضافية أملاك بحرية مستأجرة بعقد لمدة 99 عاماً، وفق نص الإعلان.

وقالت صفحة "عقارات للبيع في سوريا"، على "فيسبوك"، إن السعر الفعلي للفيلا، هو 40 مليون دولار. لكن المطلوب، هو 10 مليون دولار فقط.



وأثار السعر المُعلن، سواء المطلوب أو ما وُصف بـ "الفعلي"، الكثير من الاستهجان في أوساط المعلقين، نظراً لأن السعر المعروض غير شائع، وغير مناسب، في بلدٍ كـ سوريا. إذ يستطيع ثريّ ما أن يشتري بهذا السعر عقاراً فخماً في إحدى أجمل شواطئ العالم، في جنوب فرنسا مثلاً، أو في اسبانيا أو إيطاليا.

كما أن الفيلا تقع قبالة مصفاة بانياس للنفط، الأمر الذي يجعل المياه والهواء الملوث، قريباً منها للغاية، مما يضعف من قيمتها السوقية.




لكن أبرز ما ميّز الجدل في التعليقات تحت إعلان البيع، هو ما ذكره الكثير من المعلقين بأن الفيلا تعود في ملكيتها لنائب الرئيس الأسبق، عبد الحليم خدام.

وتوفي خدام في 31 آذار/مارس الفائت، عن عمر يناهز الـ 88 عاماً، في العاصمة الفرنسية باريس.

ويتحدر خدام، الذي انشق عن نظام الأسد، عام 2005، من مدينة بانياس، المُحتسبة إدارياً على محافظة طرطوس.

وحسب وصف الفيلا الذي ورد في الإعلان، فهي تتضمن "باركينج" يتسع لـ 10 سيارات، ومسبحين داخلي وخارجي، مع نادي رياضي، ومدخل خاص إلى البحر.



وفي مطلع العام 2006، فتح نظام الأسد ملفات فساد نائب الرئيس الأسبق، بعيد انقلابه على النظام، من منفاه في باريس، ونشرت حينها، وسائل إعلام موالية للنظام، تفاصيل عما يُزعم أنها ممتلكات تعود لـ خدام. منها، قصر في مدينة بانياس، مع مرفأ خاص، وهو الذي يُعتقد أنه معروض للبيع الآن، بعد 4 أشهر على وفاة خدام.

ويُعتقد أن نظام الأسد حجز على أموال خدام الموجودة داخل البلاد. لكن معلقين على إعلان بيع الفيلا، تحدثوا عن احتمال أن يكون أبناء خدام، قد أنجزوا تسوية، لبيع أملاك والدهم داخل سوريا.



كان إعلام النظام قد تحدث عن امتلاك عائلة خدام لثروة تتجاوز الـ مليار دولار، عام 2006. جزء منها كان نتيجة علاقة وطيدة مع آل الحريري.

ويُعتقد أن أحد أبرز أسباب انشقاق خدام عن نظام الأسد، هو علاقته الوطيدة بـ رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان، الراحل، الذي اغتيل في شباط/فبراير عام 2005، ويُعتقد أن نظام الأسد متورط في اغتياله. وقد جاء انشقاق خدام بعد حادثة الاغتيال هذه.

وكان عبد الحليم خدام مقرباً للغاية من حافظ الأسد، ووُصف بأنه مهندس السياسة الخارجية السورية، خلال حكمه. لكنه عانى من التهميش في أواخر عهد الأسد الأب. وقد ساهم عبد الحليم خدام في تنفيذ عملية التوريث لـ بشار، بوصفه كان نائباً لرئيس الجمهورية حين وفاة حافظ. وتولى خدام رئاسة سوريا بشكل مؤقت، خلال بضعة أسابيع، قبل أن تنتقل السلطة رسمياً إلى بشار، في العام 2000.

وعُرف خدام بأنه شخصية فاسدة في الأوساط الشعبية السورية. لكن لم يكن أحد يجرؤ على الإشارة لهذه الحقيقة، على غرار جميع المسؤولين المقربين من رأس النظام، الذين كانوا يحظون بحصانة، إلى أن يقرر النظام نفسه، رفع هذه الحصانة عنهم، فتظهر حينها ملفات فسادهم للعلن.


ترك تعليق

التعليق