السعودية تتدخل لإنقاذ اقتصاد النظام


سرت أقاويل قبل عدة أشهر عن نية المملكة العربية السعودية تقديم الدعم الاقتصادي للنظام السوري، سرعان ما تم ترجمتها عبر قرار السماح لسائقي الشاحنات السورية المحملة بالبضائع بالدخول للأراضي السعودية بدون فيزا، في وقت كانت فيه السلطات الأردنية لاتزال تمنع هذه الشاحنات من عبور أراضيها، وتجبرها على تفريغ حمولتها في شاحنات أردنية، لتكمل سيرها إلى الأراضي السعودية، إلا أن هذه الأخيرة أوعزت للأردن بإلغاء هذا الإجراء، في خطوة بدت مستغربة، كون النظام السوري حاول خلال الفترات الماضية تهريب كميات كبيرة من المخدرات داخل البضائع السورية، والتي تم كشفها، واتخذ على إثرها قرار في السعودية بمنع دخول المنتجات السورية إلى أراضيها.

اليوم يتحدث مسؤولو النظام بغبطة عن الانفراجة التي جاءت من المملكة العربية السعودية، عبر السماح بتصدير البضائع وبالذات الخضار والفواكه السورية، الأمر الذي أنعش الآمال من جديد، بإمكانية الحصول على العملة الصعبة من خلال هذه التجارة، التي لا تقتصر على الأراضي السعودية فحسب، وإنما تمتد إلى الإمارات والبحرين كذلك.

ويؤكد أمين سر غرفة تجارة دمشق التابع للنظام، محمد الحلاق، أن الفواكه في مقدمة المواد المصدرة يليها الخضراوات، مشيراً إلى أن التصدير إلى المملكة يتم بشكل انسيابي وبحسب حاجة البلد المستورد للمواد.

وأضاف أن عودة عمل شركات الشحن السورية ودخولها السعودية له تأثير جيد على المصدر وعلى جودة المنتج السوري، موضحاً أنه من الطبيعي أن التصدير ينعكس بشكل أو آخر على أسعار السلع في السوق السورية، لكن هذا الأمر سلاح ذو حدين، "فنحن بحاجة لقطع أجنبي وتصدير مواد لتأمين موارد أخرى أساسية كالنفط والقمح"، حسب وصفه.

أما رئيس اتحاد شركات شحن البضائع الدولي، التابع للنظام، والذي يدعى صالح كيشور، فيقول إنه منذ سماح السعودية للسائق السوري بدخول البلاد والمواد تنساب يومياً إلى السعودية وفي مقدمتها الخضار والفاكهة، مشيراً إلى أن القرار انعكس إيجاباً لمصلحة المصدر وشركات الشحن التي كانت تضطر لتفريغ حمولتها على الحدود، لكنه أكد بأن المشكلة مازالت تكمن لدى الجانب الأردني الذي يمنع دخول الشاحنات السورية إلى أراضيه بين فترة وأخرى.

ويشير كيشور إلى أن التصدير إلى العراق يعاني من المشكلة ذاتها فبعد أن سمح بدخول الشاحنات السورية لفترة قصيرة بعد افتتاح معبر البوكمال عاد المنع، رغم أن حكومة النظام تسمح للسائق العراقي بالدخول بلا فيزا، مؤكداً أنه يتم يومياً تفريغ 10-15 شاحنة على الحدود العراقية.

أما بالنسبة للشاحنات التي خرجت في بداية العام 2011 ولم تتمكن من العودة، يوضح كيشور أنه لا يوجد في السعودية أية شاحنة وأغلبها في مصر، حيث يوجد 350 شاحنة سورية لم تعد منذ بداية الصراع في الـ 2011.

ترك تعليق

التعليق