خبير اقتصادي: الإدارة الأمريكية الجديدة ستزيد من ضغوطها الاقتصادية على النظام


أعرب الخبير الاقتصادي "فراس شعبو"، عن اعتقاده بأن تزيد الإدارة الأمريكية الجديدة من ضغوطاتها الاقتصادية على النظام في سوريا، بهدف دفعه للقبول بالحل السياسي.

كلام "شعبو" جاء في تصريح خاص لـ "اقتصاد" وتعليقاً على ما أفاد به مسؤول أمريكي خلال فعالية افتراضية نظمتها، الجمعة، "هيئة التفاوض السورية" التابعة للمعارضة السورية، بأن عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا "بعيدة المنال".

وفي التفاصيل، اعتبر القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف، مارك كاساير، أن أي عودة للاجئين السوريين يجب أن تكون طوعية، ويجب أن تتم بأمان وكرامة، إلى مكانهم الأصلي أو الذي يختارونه، على حد تعبيره.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن الأمم المتحدة كانت واضحة في أن الظروف المواتية للعودة لم تتم تلبيتها حالياً في سوريا، بل إنها في الواقع بعيدة المنال، لافتا النظر إلى أن واشنطن تعارض أي جهود للضغط على اللاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم قبل الإيفاء بهذه الشروط.

وأشار كاساير إلى أن "الحل الدائم للصراع السوري الذي سيساعد على تمهيد الطريق لعودة مستدامة للاجئين ممكن فقط من خلال العملية السياسية المحددة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 225".

وأكد أنه "طالما أن نظام الأسد يتجاهل بشكل متعمد هذا القرار، فإننا من غير المحتمل أن نشهد تقدماً كبيراً في الظروف التي تؤدي إلى عودة اللاجئين على نطاق واسع".

وبالعودة إلى الخبير الاقتصادي "شعبو"، رأى هذا الشيء متوقعاً بعد العقوبات التي أخذت منحى آخر في ظل الإدارة الجديدة، وبعد التصريحات من الإدارة الجديدة بأن وضع الأسد غير سليم وهذا شيء مؤكد.

وأضاف أن "عودة اللاجئين أو ما يسمى بمؤتمرات إعادة اللاجئين ومرحلة البدء بإعادة الإعمار، هي بعيدة تماماً عن النظام وروسيا وإيران، التي تحاول أن تصل إلى هذه المرحلة لما فيها من مكاسب اقتصادية كبيرة للدول التي ستشارك فيها".

وأكد أن "هذه رسالة أمريكية بأن الوضع الاقتصادي لن يتحسن ولن نساهم في تحسينه ما دام لا يوجد حل سياسي".

وأشار إلى أنه "في النهاية سيكون هناك تشديد عقوبات اقتصادية أكثر وخنق للنظام أكثر، خاصة وأنه اليوم يعاني من أزمات اقتصادية شديدة جداً، حتى أن بعض المؤيدين باتوا يترحمون على أيام الحرب نتيجة انعدام الخدمات حتى الأساسية منها".

وأضاف أن "هذا مؤشر على أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تغير من سياستها، على العكس ستكون أشد وطأة اقتصادية على النظام، وسوف تضغط باتجاه خنق النظام أكثر حتى ببعض التسويات والحلول السياسية".

ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عقد النظام في دمشق ما يسمى "مؤتمر اللاجئين" بدعم روسي إيراني، بهدف بحث عودة اللاجئين إلى ديارهم، وبحث مسألة إعادة الإعمار من بوابة اللاجئين، وذلك على الرغم من الرفض الدولي والأممي وحتى من المؤيدين للنظام لعقد هذا المؤتمر.

ترك تعليق

التعليق