الزلزال يفاقم من بؤس السوريين في شمال البلاد حيث الشتاء القارس


نحيب الأطفال والمباني المدمرة والمستشفيات المليئة بالجثث.. آلام ناتجة عن زلزال مدمر وقع يوم الاثنين وبدت مألوفة للعائلات السورية وعمال الإنقاذ الذين أنهكهم القصف والنزوح على مدى 12 عاما.

ودفع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، بالناس إلى الشوارع في شمال البلاد حيث أصابت الضربات الجوية والقصف السكان بصدمات بالفعل وأضعفت أساسات العديد من المباني.

وفي بلدة جنديرس، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حلب، لم يتبق من مبنى متعدد الطوابق إلا كومة من الخرسانة والقضبان الفولاذية والملابس.

وقال شاب نحيف وهو مذهول من وقع الصدمة ويده مغطاة بضمادات "هناك 12 عائلة تحت (الأنقاض) هناك... لم يخرج أحد. لا أحد... كنا نخرج الناس بأنفسنا في الثالثة صباحا".

وشوهد الشباب وهم يسيرون عبر الحطام ويزيلون الخرسانة بحثا عن ناجين. وكانت خزانات المياه والألواح الشمسية المنبعجة قد تطايرت فوق الأسطح وسقطت على الأرض الرطبة.

وقال رائد الصالح مدير الخوذ البيضاء لرويترز عبر الهاتف "نحن نسابق الزمن لإنقاذ حياة الناس تحت الأنقاض. حتى وإن كانت فرقنا منهكة، فليس لدينا وقت للراحة".

وذكر أن الضربات الجوية على مر السنين تركت هياكل المباني هشة وبالتالي "انهارت على الفور" وأدت في النهاية إلى سقوط المزيد من القتلى.

* درجة حرارة التجمد

تقول الأمم المتحدة إن ملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا باتوا معرضين للخطر بسبب الصراع الذي تسبب في نزوح 2.9 مليون شخص في المنطقة وإقامة 1.8 مليون في المخيمات.

وعملت فرق الإنقاذ على مدى سنوات على إنقاذ الناس من القصف والغارات الجوية التي تشنها حكومة النظام السوري أو القوات الروسية التي غالبا ما تضرب نفس الموقع عدة مرات، مما يعرض حياة المسعفين للخطر.

وقال الصالح "لن يقصفنا أحد، على الأقل الآن، ونحن نعمل".

لكن طقس الشتاء البارد يشكل تحديا آخر لعمال الإنقاذ، الذين قالوا إن العائلات تُركت في درجات حرارة شبه متجمدة وأمطار غزيرة.

وقال أحمد الشيخ، وهو من سكان بلدة حدودية قريبة في ريف محافظة إدلب، إن الزلزال دمر المباني المتواضعة التي أقيمت في مخيمات النازحين التي تستضيف سوريين فروا من الحرب على مدى سنوات.

وإلى الغرب، كان المستشفى الرئيسي في مدينة عفرين، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، يعج بالجرحى على الأرض فيما تكافح النساء للوصول إلى أحبائهن عبر الهاتف إذ كانت الخطوط معطلة.

ويضع المسعفون أكياس الجثث السوداء على أرض ملطخة بالدماء بينما كان الأطفال الصغار يصرخون.

وقال إبراهيم عبيد، وهو أحد سكان عفرين "بنسمع صوت صفارات الإسعاف في كل مكان. الناس في الشوارع مصدومة... في خوف كتير ولسه بنشعر بارتدادات".

ترك تعليق

التعليق