النظام يوظف الزلزال سياسياً


استغلت وسائل الإعلام التابعة والموالية للنظام، أحداث الزلزال الذي ضرب عددا من المحافظات التي تخضع لسيطرة النظام، وخلف أكثر من 800 ضحية وأكثر من 1500 مصاب، وفقاً لإحصائيات رسمية، حيث شنت تلك الوسائل هجوماً على المجتمع الدولي، محملة إياه المسؤولية عن عدم قدرة الحكومة على القيام بواجباتها للتعامل مع عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة للضحايا.

وكان لافتاً المقدمة التي قدمها الإعلامي نزار الفرا، على تلفزيون "سما" الموالي، في أحد برامجه أمس، والتي عزا فيها التقصير في عمليات الإنقاذ، إلى الحصار الاقتصادي، مطالباً بإطلاق حملة لرفع العقوبات عن النظام السوري.

وبالفعل انطلقت حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة النظام تدعو لرفع العقوبات الدولية، بينما انتقد الكثير من المعلقين ضعف تضامن قطاع الإعمال في سوريا عن إطلاق أي حملات إغاثية، لتقديم المساعدات الغذائية والإنسانية للمتضررين من الزلزال، باستثناء الحملات التي تدعو المتعهدين والمستثمرين لإرسال الآليات للمساعدة في عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة.

كما حرصت وسائل الإعلام على تصوير حجم التضامن من الدول الصديقة للنظام، حيث كانت تلك الوسائل تنقل بشكل مباشر وصول طائرات الإغاثة من إيران والعراق والجزائر، منتقدة بشكل غير مباشر، تقصير باقي الدول عن تقديم يد العون لـ "سوريا"، وبالذات الدول العربية.

وأكدت مصادر إعلامية مطلعة في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد" أن سيارات الإغاثة التي أطلقها العراق، بالإضافة إلى طائرتي إغاثة، والبالغة 200 سيارة، باسم الهلال الأحمر العراقي، إنما هي مقدمة من الحشد الشعبي الشيعي، وتحمل مقاتلين من الحشد، بحجة تقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ.

وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد اجتمع صباح أمس بالحكومة موجهاً إياها بمتابعة أوضاع الزلزال في المناطق المتضررة، في حلب وحماة واللاذقية وطرطوس، مستثنياً محافظة إدلب من حديثه عن المناطق السورية التي ضربها الزلزال، الأمر الذي أثار غضب الكثير من السوريين الموالين للثورة، حيث اعتبروا أن تصرفه لا ينم عن سلوك رئيس دولة، ويشعر بالسيادة على جميع الأراضي السورية، وإنما ينم عن تصرف رئيس عصابة، وذلك بحسب ما كتب العديد من الإعلاميين على وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقاً على اجتماع الأسد مع الحكومة.

ترك تعليق

التعليق