دبلوماسية الزلزال لدعم نظام الأسد


اعتبر العديد من المراقبين أن بعض الدول بالغت كثيراً في تقديم الإغاثة للمناطق المتضررة من الزلزال في مناطق سيطرة النظام، مشيرين إلى أنها استغلت الحدث لإعلان دعمها لنظام الأسد بشكل علني، رغم علمها أن هذه المساعدات سوف يتم سرقتها من قبل المخابرات وفرق الشبيحة، ولن يصل منها للمتضررين سوى النزر اليسير.

وبلغ مجموع طائرات الإغاثة التي أرسلتها الإمارات إلى مطاري حلب ودمشق، 21 طائرة حتى الآن، بحسب وسائل إعلام النظام، فيما أعلنت أبو ظبي أنها مستمرة بإرسال المزيد من طائرات المعونات لإعانة المتضررين من الزلزال بالإضافة لجمع التبرعات النقدية .

وأشار محللون وإعلاميون في حديث مع "اقتصاد"، طلبوا جميعاً عدم ذكر أسماءهم، أن حجم الأضرار الناتجة عن الزلزال في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام، محدودة بالمقارنة مع المناطق الواقعة خارج سيطرته في الشمال الغربي من سوريا، ومع ذلك فقد انهالت طائرات المساعدات وقوافل الإغاثة على النظام من كل حدب وصوب، وسط تقارير تؤكد سرقة قسم كبير من هذه المساعدات وبيعها في الأسواق، بالتزامن مع إعلان العديد من المتضررين بأنهم لم يتلقوا سوى بعض المعونات البسيطة.

ولفتوا إلى أن بعض الدول استثمرت حدث الزلزال من أجل تقديم المعونة لنظام الأسد وإعادة تأهيله اقتصادياً وسياسياً، بالإضافة إلى هناك دول كانت علاقاتها مقطوعة مع النظام منذ أكثر من عشر سنوات واستغلت الحدث لفتح القنوات معه.

وذكرت تقارير إعلامية أن النظام السوري وعبر بعثاته الدبلوماسية، ينشط في أربع جهات الأرض لجمع التبرعات والتسول على حساب المتضررين من الزلزال، من أجل جمع أكبر قدر ممكن من الأموال لدعم خزينته ودعم بقائه في السلطة.

وحتى الآن لم يعلن النظام عن أي خطة لإعادة إعمار ما دمره الزلزال أو تعويض المتضررين، على الرغم من تلقيه عشرات ملايين الدولارات من المساعدات المالية، بينما بدأت بعض الجهات الحكومية تعلن عن خسائرها جراء الزلزال، مثل وزارة الكهرباء التي أعلنت عن خسارة بقيمة 14 مليار ليرة، وهو ما أثار انتقاد الكثير من المعلقين، الذين رأوا أن النظام يمهد لسرقة المعونات المالية وحرمان المتضررين منها وتركهم بلا مأوى دائم.

ترك تعليق

التعليق