ما الحل أمام الليرة السورية.. التعويم أم حذف الأصفار؟


قالت الباحثة الاقتصادية رشا سيروب، إن تعويم الليرة السورية أو تحريرها، يعني تطبيق نظام الصرف المرن، بحيث يتحدد سعر الصرف بناء على العرض والطلب. لكن للتعويم متطلبات من أهمها وجود وفرة في الاحتياطي الدولي من العملات الأجنبية والذهب كي يتمكن المصرف المركزي من التدخل كبائع للعملات الأجنبية عند حدوث تذبذب غير مقبول في سعر صرف العملة المحلية.

وأضافت سيروب في تصريح لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن التعويم يتطلب وجود سوق للنقد الأجنبي على درجة كافية من السيولة والكفاءة، يتألف من سوق لتداول العملة بالجملة بين الوسطاء المعتمدين، وسوق للتداول بالتجزئة حيث تتم المعاملات بين الوسطاء المعتمدين والعملاء النهائيين.

وبالنسبة لسوريا، بينت سيروب أن الطلب على الدولار الأميركي مرتفع جداً ولا يوجد قدرة على ترميم المستنزف من الاحتياطي نتيجة ضآلة الصادرات وضعف السياحة وعدم القدرة على الاقتراض من المؤسسات الدولية أو الدول بسبب العقوبات الدولية، وفي ظل فقدان الثقة بالليرة السورية، مشيرة إلى أن كل ذلك أفقد مصرف سورية المركزي السيولة الدولارية التي يحتاجها لمواجهة المضاربة على الليرة السورية، بالتالي فإن التعويم يعني مزيداً من انهيار سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات لن تتمكن الدولة من ضبطها.

وبخصوص حذف الأصفار من العملة، أكدت سيروب أن هذه العملية ليست سياسة اقتصادية، بل هي مجرد إجراء فني تقني يتمثل بالتخلي عن عملة قديمة وظهور عملة جديدة، بالتالي نجاح تطبيقه مرهون بـنجاعة السياسات الاقتصادية التي تترافق أو تسبق هذا الإجراء الفني.

ولفتت إلى أن التجارب الناجحة للدول التي لجأت لهذا الإجراء، أظهرت بأن أفضل وقت للتنفيذ هو بداية النمو الاقتصادي بعد معالجة مسببات التضخم المتمثلة في زيادة الإنتاج المحلي والصادرات واستقرار سعر الصرف والحد من المستوردات، ودون ذلك سيعود التضخم أقسى من السابق وستظهر مشكلة الأصفار من جديد، ما يعني حسب رأيها بأن الليرة السورية لن تستفيد من هذا الإجراء.

ترك تعليق

التعليق