انتقادات واسعة لخطط النظام برفع الدعم


لاقت المعلومات التي سربها النظام عن نية الحكومة رفع الدعم عن جميع المواد بما فيها الخبز، موجة انتقادات واسعة بين المحللين الاقتصاديين والمعلقين، الذين رأوا أن القرار في حال صدوره سوف يؤدي إلى إفقار الشعب السوري بشكل أكبر، وخصوصاً أن قرار رفع الرواتب لن يكون متزامناً مع قرار رفع الدعم، وإنما سوف يكون من نتائج رفع الدعم، وذلك بحسب ما أكد عضو مجلس الشعب صفوان قربي في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية الخاصة.

ورأى الدكتور إلياس نجمة الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة دمشق أن مبدأ "عمل التضخم هو كالأواني المستطرقة، فما أن يصيب سلعة حتى ترتفع أسعار جميع السلع الأخرى، ولذلك فإن ما يشاع عن نية الحكومة رفع أسعار بعض السلع يعني أن البلاد ستكون مقبلة على موجة كارثية من التضخم، وهي غير مؤهلة للتعامل معها وفق الإمكانيات المتاحة حالياً".

وأضاف نجمة في حديث لموقع "أثر برس" الموالي للنظام، أن تأثر أسعار السلع فيما بينها يجري وفق قاعدة اقتصادية تسمى بـ "أثر الجر"، ومعناها أن ارتفاع سعر سلعة ما سوف يجر معه أسعار جميع السلع الأخرى نحو الارتفاع، وتالياً فإن الحديث عن زيادة الرواتب والأجور لن يكون مجدياً لعدة أسباب أهمها: أن التضخم الحاصل سيكون أكبر بكثير من نسبة الزيادة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هناك شريحة واسعة من المواطنين لن تستفيد من هذه الزيادة لكونها غير موظفة، أو ستضطر إلى رفع تعرفة خدماتها لمسايرة التضخم، لتكون النتيجة أننا أمام تسونامي خطير من التضخم.

وتابع أن البلاد ستكون عملياً أمام موجتين شديدتين من التضخم ستؤثران بعمق على الإنتاج والاستهلاك معاً:
-الأولى الناجمة عن رفع الحكومة أسعار حوامل الطاقة، وهذه ستكون كافية لرفع سعر حتى الهواء، وعلينا أن نتذكر أن موجة التضخم القاتلة في البلاد بدأت مع رفع حكومة وائل الحلقي سعر ليتر المازوت من حوالي 35 ليرة إلى حوالي 60 ليرة في منتصف العام 2013.

أما الموجة الثانية من التضخم فهي ستكون بسبب زيادة الرواتب، فالقطاع الخاص الذي سوف يضطر إلى إجراء زيادة مشابهة على رواتب عامليه سيقوم في النهاية بتحميل منتجه النهائي تكاليف تلك الخطوة، أي أن هناك زيادة ثانية على سعر المنتج، لا بل إن بعض الجهات العامة سوف تفعل ذلك أيضاً.

بدورها كتبت الباحثة والخبيرة الاقتصادية رشا سيروب على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" منتقدة القرار وبأن الحكومة بدل أن تحاسب الفاسدين المسؤولين عن ملف الدعم ، فإنها تقوم بإلغاء الدعم بالكامل.

وأوضحت سيروب أن كلام عضو مجلس الشعب صفوان قربي يؤكد بأن المشكلة ليست بالدعم بل بالفساد في ملف الدعم، مشيرة إلى أنه طالما الآليات التنظيمية الإدارية المضبوطة أصبحت معروفة، إذاً الفاسدين أصبحوا معروفين، متسائلة: لماذا لا يتم محاسبتهم..؟

أما على مستوى التعليقات فقد امتلأت المنشورات التي تناقلت خبر رفع الدعم، بشتى أنواع الشتائم على الحكومة، مشيرين إلى أنه في حال صدور مثل هذا القرار فإن الناس سوف تنزل إلى الشارع وتعبر عن غضبها.

وعلق آخرون مطالبين الحكومة بأن ترأف بحال المواطن، الذي لم يعد دخله الشهري يغطي مصروف يوم واحد لأسرة مكونة من خمسة أفراد، كما طالبوا رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يتدخل ويوقف ما وصفوه بـ الجريمة التي سترتكب بحق الشعب السوري في حال رفع سعر الخبز والمازوت.

ترك تعليق

التعليق