إضرابات واعتصامات في السويداء ودرعا وريف دمشق احتجاجاً على الأوضاع المعيشية


توسعت دائرة الاحتجاجات التي بدأها أهالي السويداء منذ يومين، لتتحول اليوم إلى مظاهرات كبيرة وإضرابات واعتصامات وقطع للطرق في مركز المحافظة، تم خلالها التنديد بالقرارات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي، وتم على إثرها رفع أسعار المحروقات بنسبة 170 بالمئة، مع زيادة طفيفة على الرواتب، حيث طالب المحتجون رئيس النظام السوري بالرحيل وإخلاء المكان لمن يستطيع إدارة الوضع الاقتصادي في البلاد، بحسب بيان لزعيم الطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهحري، الذي أعلن أيضاً تأييده للاحتجاجات.

وخلال الساعات الماضية تم تداول العديد من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للمظاهرة الكبيرة التي جرت في ساحة السير في مركز محافظة السويداء، بينما تداول ناشطون فيديوهات للمحال المغلقة في كافة أرجاء المحافظة وخلو المدينة من حركة النقل العام، التزاماً منها بالإضراب.

وأصدر الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، فرع السويداء -في وقت لاحق اليوم- قراراً بتأجيل الامتحانات الجامعية في كليات الآداب والزراعة والعلوم إلى موعد لاحق، بسبب عدم تمكن العديد من الطلاب من الوصول إلى جامعاتهم على إثر إغلاق المقرات التعليمية وقطع الطرق الرئيسية داخل المحافظة بالإضافة إلى طريق دمشق السويداء.

ووصف الاتحاد عملية قطع الطرق والإضرابات بالتصرفات غير المسؤولة لبعض الخارجين عن القانون والمتسببين بالفوضى والضرر على العملية التعليمية.

بدورها، اتهمت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام المحتجين بأنهم هم من يمنعون التجار من فتح محالهم ويمنعون الموظفين من الدوام في الدوائر الحكومية، في إشارة إلى أن الإضراب والعصيان المدني الذي دعا له نشطاء في محافظة السويداء إنما يتم تطبيقه بالقوة.

إلى ذلك أعلن العديد من الناشطين من أبناء السويداء بأن الاحتجاجات سوف تظل مستمرة والعصيان المدني كذلك إلى حين تراجع النظام عن قرارات رفع الأسعار الأخيرة التي طالت المحروقات، بالإضافة إلى إقرار زيادة كبيرة على الرواتب، غير تلك التي أصدرها رئيس النظام السوري قبل أيام، مهددين بأن الاحتجاجات في المرحلة القادمة سوف تنتقل إلى العاصمة ومنها إلى باقي المحافظات السورية.

وقال الأمين العام لحزب اللواء السوري، مالك أبو الخير، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أن الانتفاضة التي حدثت بالسويداء اليوم، هي رد فعل طبيعي على الحصار الاقتصادي الممنهج من قبل النظام السوري وحليفته إيران، لافتاً إلى أن السويداء اليوم تحت خطر التغيير الديمغرافي كباقي المحافظات السورية.

وأضاف أبو الخير، أن النظام وإيران اعتمدا التضييق على السويداء اقتصادياً وحرمانها من أي مشاريع اقتصادية، وخلال الأشهر الماضية قطع عنها الخدمات من مياه وكهرباء، وساهما في تراجع قطاع الزراعة. الأمر الذي دفع الأهالي لبيع منازلهم وأراضيهم مقابل الهجرة، وقد تبين أن عدة شخصيات من أبناء السويداء يعملون لصالح إيران وحزب الله ويقومون بعمليات الشراء.

وختم بالقول، إن ما يجري في السويداء اليوم هو نتيجة طبيعية لهذا العمل الممنهج من قبل النظام، وقد رفع السقف عالياً من قبل الأهالي وبات مطلبهم واضحاً عبر مطالبات بإسقاط النظام وطرده من السويداء.

على صعيد متصل، عمت الإضرابات والمظاهرات العديد من المدن السورية في درعا وريف دمشق، حيث أفاد العديد من الناشطين أن حركة النقل شبه متوقفة بين محافظة درعا وأريافها جراء الإضراب وشوارع المدن الكبرى شبه خالية من حركة السير والحركة التجارية، فيما أكد ناشطون أن مظاهرة خرجت في مدينة قطنا في ريف دمشق نددت بالأوضاع المعيشية الصعبة وبقرار رفع أسعار المحروقات الأخير.

ترك تعليق

التعليق