هل يمهّد الأسد لقرارات صعبة على صعيد رفع الدعم؟


وصف رأس النظام السوري، بشار الأسد، شكل الدعم الذي تقدمه حكومته للشرائح الهشة معيشياً في سوريا، بأنه "ليس واضحاً لمن"، مضيفاً: "إذا كان موجهاً للفقير، فالفقير لم يستفد منه"، معتبراً أن طريقة الدعم المُعتمدة في سوريا، هي "أكثر بيئة للفساد". 

جاء ذلك خلال حوارٍ أجراه الأسد مع أساتذة اقتصاد بعثيين من جامعات حكومية، يوم السبت الفائت، وبث موقع "رئاسة الجمهورية"، تسجيلاً لجانبٍ منه.

ويوم الخميس الفائت، قال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بحكومة النظام، محمد سامر الخليل، في حوار مع صحيفة "الوطن" الموالية، إن "الإصدار النقدي المفرط المعتمد على سياسة الاستدانة من المصرف المركزي لتأمين عمليات الإنفاق الجاري والدعم"، أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع كُلف الإنتاج، معتبراً أن "معالجة جزء مهم من مشكلات الواقع الاقتصادي تكون من بوابة معالجة ملف عجز الموازنة وتحسين كفاءة الإنفاق العام من خلال توجيه سياسة الدعم بشكل سليم وتدريجي بما يخفف الأعباء التضخمية".

وبالعودة إلى حوار الأسد، قال الأخير إنه "لا يجب أن يتم مناقشة مبدأ الدعم، فالدعم يجب أن يبقى وإنما النقاش هو حول شكله"، موضحاً أنه "عندما نرى الدعم جزءاً من الاقتصاد عندها فقط يتحول إلى حالة مفيدة"، دون أن يوضّح كيف يمكن أن يتم ذلك.

وقد يعني حديث وزير الاقتصاد ومن ثم رأس النظام شخصياً، عن ملف الدعم في هذا التوقيت، وجود نيّة بإصدار قرارات جديدة مؤلمة على صعيد رفع الدعم.

وبدأ النظام برفع الدعم تدريجياً، منذ نهاية العام 2019. لكنه سارع من إجراءاته على هذا الصعيد، في السنتين الأخيرتين، مما تسبب بتدهور معيشي غير مسبوق، طال شرائح واسعة من السوريين.

وقال الأسد في الحوار المشار إليه إن "أولى مطالب الفقير، هي فرصة العمل، لأنه في حال تحقق الدعم وتم تثبيت الأسعار من دون وجود عمل فسوف يبقى فقيراً".

ومن غير الواضح بعد، ما طبيعة القرارات المحتملة على صعيد رفع الدعم. لكن من المرجح أن يستهدف أي قرار على هذا الصعيد، ربطة الخبز. إذ رفع النظام سعر الربطة المدعومة إلى 400 ليرة، خلال شهر شباط/فبراير الفائت، فيما قال مسؤولوه إن تكلفة الربطة تتجاوز الـ 7000 ليرة. 

وسبق أن اقترح خبراء اقتصاديون موالون فكرة الدعم النقدي، بدل الدعم بمخصصات تموينية ونفطية. لكن الفكرة لم تُعتمد من جانب صنّاع القرار الاقتصادي بحكومة النظام.  

ويتم تسليم مخصصات السوريين المدعومة من خبز ومواد تموينية ومشتقات نفطية، باستخدام ما يُعرف بـ "البطاقة الذكية"، التي تُصدرها شركة "تكامل". ويملك شقيق زوجة الأسد وابن خالتها، أسهم مُلكيّة في الشركة المشار إليها.

ترك تعليق

التعليق