هل كان حريق مصفاة حمص مفتعلاً..؟


تناقلت وسائل إعلام النظام فيديو لرجال الإطفاء وهم يحاولون السيطرة على حريق هائل في مصفاة حمص وقع يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أن الحريق سببه عطل طارئ وقع في مضخة التغذية الرئيسية بوحدة التقطير رقم 100، وأنه لم يتسبب بأضرار جسيمة ولن يؤثر على إمدادات السوق من البنزين، وذلك بحسب بيان لوزارة النفط التابعة للنظام.

غير أن موقع " هاشتاغ" الموالي للنظام، كشف بأن الحريق تسبب بأضرار جسيمة بأهم وحدة إنتاج وتقطير في المصفاة، مشيراً ونقلا عن مصادر خاصة من داخل المصفاة إلى أن الحريق قد يكون مفتعلاً ولم يكن حادثاً عادياً.

وأفادت المصادر للموقع إلى أن هناك تقارير سابقة عن خلافات إدارية داخل المصفاة، بالإضافة إلى تسريبات عن سرقات تتعلق بلجان المبيعات وسوء اختيار المضخات.

وأضافت أن بعض المهربين يتعاونون مع موظفين داخل المصفاة لتهريب المشتقات النفطية، وأن الحريق قد يكون أحد محاولاتهم لتغطية آثار سرقاتهم التي تصل إلى مليارات الليرات.

وبحسب المصادر، فقد تفجرت العديد من الخلافات الداخلية في المصفاة بعد استحواذ شركة "الرجوب" على نسبة من مخصصات نقل النفط، التي كانت تسيطر عليها شركة "القاطرجي"، مما أدى إلى ما يشبه تصفية الحسابات بين الجهتين، الأمر الذي ساهم في خلق بيئة غير مستقرة داخل المصفاة، مما قد يكون له علاقة بحدوث حرائق متكررة.

وشككت المصادر بما خلصت إليه لجنة التحقيق التي تم تشكيلها لمعرفة أسباب الحريق في المصفاة، مشيرة إلى أن نتائجها لم تكن مقنعة للعديد من المهندسين والعمال في المصفاة.

وقالت المصادر: "بدا من أعضاء اللجنة أنهم يعرفون الحقيقة أو جزء منها لكن أي منهم غير قادر على الإفصاح عنها".

من جهته نفى مدير عام مصفاة حمص أكرم العلي وجود أي شبهة جنائية وراء حادث حريق المصفاة الذي وقع يوم الخميس الفائت.

وقال لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام: إن حريقاً بهذا الحجم الكبير لو كان مفتعلاً لأودى بحياة الفاعل، منوهاً إلى وجود كاميرات مراقبة ترصد كامل المساحة، وأضاف: لو كانت هناك شبهة جنائية فلن نتستر على الفاعل وسيتم إبلاغ الجهات المختصة لمحاسبته، وأنا مسؤول عن كلامي.

وهو الحادث الثالث الذي يتعرض له قطاع النفط في حمص في أقل من شهرين، ففي 21 نيسان/ أبريل الفائت، اندلع حريق ضخم في أحد خطوط نقل النفط شرقي بلدة الفرقلس بريف حمص الشرقي، حيث أفادت المصادر بأنه عثر بالقرب من مكان الحريق على جثة مشوهة المعالم تعود لشخص مجهول الهوية، إلى جانب صهريج ومعدات وأدوات كانت مجهزة لاستخراج النفط، مما يرجح محاولة مجموعة من الأشخاص سرقة النفط بعد ثقب الخط مما أدى لاندلاع الحريق.

وفي 17 من الشهر نفسه، زرع مجهولون عبوات ناسفة على الطريق المؤدي للساحة الرئيسية، مكان تجمع قوافل نقل النفط لشركة "الرجوب" بريف حمص الشمالي الشرقي، وسط حالة من الاستنفار الأمني وقطع الطرقات الرئيسية.

تجدر الإشارة إلى أن مؤيد الرجوب، وهو أحد المقربين من نظام الأسد في بلدة المشرفة بريف حمص الشمالي الشرقي، كان قد حصل على حصة كبيرة من نقل النفط من شرق الفرات إلى مصفاة حمص، والتي كانت تستحوذ عليها بالكامل شركة "القاطرجي"، وهو ما أدى إلى نشوب خلاف بين الشركتين، حيث هناك اتهامات غير مباشرة لـ "القاطرجي" بأنه المتسبب بالحوادث التي تتعرض لها قوافل سيارات النفط العائدة لـ "الرجوب"، بالإضافة إلى الحريق الأخير الذي تعرضت له مصفاة حمص يوم الخميس الماضي.

ترك تعليق

التعليق