صفقة بين النظام و"قسد" تشكّل صدمة لمزارعي القمح بشمال شرق سوريا

قال موقع "تلفزيون سوريا"، في تقرير له، إن النظام السوري عقد صفقة مع "قوات سورية الديمقراطية – قسد"، تُلزم الأخيرة بتوريد ما مجموعه نصف مليون طن من القمح، للنظام على دفعات، وبسعر 36 سنتاً أمريكياً للكيلوغرام الواحد.

وأعلنت الإدارة الذاتية التابعة لـ "قسد"، يوم الأحد، سعر شراء القمح من الفلاحين في مناطق سيطرتها، بـ 31 سنتاً أمريكياً للكيلوغرام الواحد. وهو سعر أقل من سعر العام الفائت، الذي كان بـ 43 سنتاً أمريكياً.

وقال التقرير إن السعر الذي حددته الإدارة الذاتية شكّل صدمة للمزارعين الذين تأملوا بتحديد تسعيرة أعلى من العام الفائت نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ورفع "قسد" لسعر ربطة الخبز والمحروقات مؤخراً.

ونقل الموقع عن "مصدر مطلع"، أن لقاءات مكثفة بين مسؤولي مالية الإدارة الذاتية من كوادر حزب العمال الكردستاني (PKK) ومسؤولين من النظام، تم عقدها خلال الأيام الماضية، وأفضت إلى اتفاق بتوريد كمية 500 ألف طن من القمح للنظام على دفعات، وبسعر 36 سنتاً أمريكياً للكيلو الواحد.

وأضاف المصدر: "أَعلَم كوادر (PKK) قبل أيام مسؤولي الإدارة الذاتية السوريين في المجلس التنفيذي وهيئتي الاقتصاد والزراعة بأنهم لن يشتروا القمح بسعر أعلى من 32 سنتاً أمريكياً بذريعة عدم توفر ميزانية مالية وبسبب امتلاء غالبية الصوامع بمخزون العام الفائت".

وأشار المصدر أن "النظام سوف يسلم الإدارة الذاتية ثمن القمح بالليرة السورية على دفعات بشرط توريد الأخيرة القمح بأكياس الخيش لتسهيل عملية تخزين ونقل القمح من مناطق سيطرة قسد إلى مناطق النظام في بقية المحافظات".

وقال التقرير، إن الصفقة تحقق مكاسب مالية للطرفين، فالنظام سوف يحصل على قمح مناطق شمال شرق سوريا معبئاً بأكياس الخيش من دون أن يتكبد تكاليف التوريد والتخزين بحسب حاجته بينما ستحقق "قسد" نسبة ربح لا تقل عن 3 سنت للكيلو غرام الواحد من القمح وتستلم أموالاً بالليرة السورية تغطي رواتب موظفيها وعناصر وقواتها.

وأضاف الموقع، أن الإدارة الذاتية أدخلت أمس السبت، كميات كبيرة من أكياس الخيش من العراق عبر معبر الوليد إلى محافظة الحسكة ونقلتها إلى مراكز توريد الحبوب في المحافظة.

وقال مصدر من شركة تطوير المجتمع الزراعي التابعة لـ "قسد" لموقع "تلفزيون سوريا" إن "الإدارة الذاتية سوف تستلم كميات محدودة من القمح (دوكما) وسوف تفرض بعدها على المزارعين توريد القمح عبر أكياس الخيش حصراً".

وأشار المصدر إن "الإدارة الذاتية اشترت قبل نحو شهرين 30 ألف كيس خيش (جوال) وعملت على زيادة الكمية المخزنة حيث استوردت كميات جديدة من إقليم كردستان العراق ليتم بيعها قريباً للمزارعين لتوريد القمح داخل الأكياس لمراكزها".

وأوضح المصدر أنه "يتوقع أن تستلم الإدارة الذاتية نحو مليون ونصف المليون طن من القمح هذا العام وهي كمية كبيرة ويمكن للإدارة الذاتية الاستغناء عن مليون طن وهذا ما تعمل عليه عبر تجار يتواصلون مع العراق وإقليم كردستان العراق ومناطق النظام بهدف توريد القمح إليهم".

وقال تقرير الموقع، إن الإدارة الذاتية شهدت حالة من التخبط الداخلي قبل إعلان سعر القمح فبعد أن دعت الصحفيين لتغطية مؤتمر إعلان سعر القمح أمس السبت عادت لتأجيل عقد المؤتمر إلى اليوم الأحد ولغته مجدداً.

وقال مصدر من هيئة الزراعة للموقع إن "مسؤولي الإدارة الذاتية على معرفة تامة بأن السعر غير منطقي ولا ينسجم مع الأسعار العالمية للقمح وكذلك أقل بكثير من السعر الذي حدده النظام وسوف يلحق أضرار كبيرة بالمزارعين".

ونوه المصدر الذي لم يكشف عن اسمه لطبيعة عمله إن "قرار تأجيل الإعلان عن السعر جاء جراء تزامن يوم أمس السبت مع عقد قسد (ملتقى العشائر والمكونات السورية في مدينة الحسكة) وخشية تأثير الإعلان على أجواء الملتقى".

ولفت المصدر إلى أن شيوخ ووجهاء عشائر أعلموا مظلوم عبدي قائد "قسد" ومسؤولي "الإدارة الذاتية" خلال الملتقى بضرورة وضع تسعيرة جيدة لشراء القمح جراء تداول أخبار عن نية الإدارة الذاتية تحديد سعر شراء القمح بـ 30 سنتاً حينها.

وقال تقرير الموقع إن مناطق في محافظة الرقة والحسكة، شهدت وقفات احتجاجية على خلفية اقتراح "الإدارة الذاتية" تسعيرة شراء القمح، والتي صدمت توقعات الفلاحين.

ونظّم الأهالي والفلاحون وقفات احتجاجية أمام "المجلس التنفيذي" وحاجز الفروسية وعند المدخل الغربي لمدينة الرقة، إضافةً إلى وقفات احتجاجية في مدينتي الطبقة والمنصورة بالريف الغربي، بحسب شبكة "نهر ميديا".

وتداولت صفحات محلية وقفة احتجاجية لعدد من سكان مدينة عامودا بمحافظة الحسكة اعتراضاً على تحديد "الإدارة الذاتية" سعر شراء طن القمح بـ 310 دولاراً أمريكياً.